عليكم بالخير والصلاح والإصلاح  فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة

 


بقلم الشيخ: أيمن الصاوى

مفهوم التربية الروحيـة :

إنّ مفهوم التربية الروحية في الإسلام هو الانتقال من نفسٍ غير مُزكاة إلى نفسٍ مُزكّاة، ومن عقل غير شرعي إلى عقل شرعي ومن قلب قاسٍ مريض إلى قلب مطمئن سليم، ومن روح شاردة عن باب الله غير متذكرة لعبوديتها وغير متحققة بهذه العبودية، إلى روح عارفة بالله قائمة بحقوق العبودية له، ومن جسم غير منضبط بضوابط الشرع إلى جسم منضبط بشريعة الله عز وجل، وبالجملة؛ من ذات أقل كمالًا إلى ذات أكثر كمالًا في صلاحها وفي اقتدائها برسول الله- صلى الله عليه وسلم- قولًا وفعلًا وحالًا.

ويقصد بمصطلح التربية الروحية تهذيب الروح؛ باقتلاع جميع الصفات الأخلاقية المذمومة، وبغرس جميع الفضائل الأخلاقية المحمودة شرعا،  وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: [وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ افْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا]

وهي مرحلة التخلي ثم مرحلة التحلي   ففي مرحلة التخلي يتخلص السالك لهذه الطريق  من كل الصفات الذميمة والرعونات النفسية -كالحسد والنميمة والكراهية والبخل والبغض- التي تحجب عنه الأنوار الإلهية

وذلك لا يكون إلا بغرس الوسائل التي تعين على تنمية الغذاء الروحي، كذكر الله والإكثار من النوافل من صلاة وصيام، وكذكر الموت والآخرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من الأمور المربية لروح الإنسان.

وهي التربية التي تعمل باستمرار على تقوية الوازع الداخلي، وبث الروح في الأقوال والأفعال، وتنمية الدافع الذاتي، ومن ثَمَّ يسهل على المرء بعد ذلك القيام بالأعمال المطلوبة لتحقيق أهداف التربية النفسية وتزكيتها

ومن مظاهر هذه التربية أن يتحكم الإنسان في نفسه، فلا يجده الله حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره، ولا يظهر منه ما يغضب الله- عز وجل-، فهو كالغيث أينما وقع نفع، صالح في نفسه مصلح لغيره، مفيد لمجتمعه.

ولاكن لابد وأن يعرف السالك أن لهذا الطريق قواعد منها وأهمها الشيخ المربي وان تتوافق فيه شروط المربي الكامل 

لأنه سلك الطريق ويعرف خواطرها من حظوظ واهواء كامنه في النفوس البشرية وهذا مانص عليه قول ألحق سبحانه وتعالى( الرحمن فاسأل به خبيرا ) أي : استعلم عنه من هو خبير به عالم به فاتبعه واقتد به.

ومنها أيضاً الصحبه الصالحه وهي عونا علي المجاهده

قال تعالى« واجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ونَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً}

وقال تعالى. (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) ( إلا المتقين ) أي اللذين يتعاونون علي الخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *