آفة الكبر والتعالى من أخطر أمراض النفس البشرية
11 مارس، 2025
أدعية وأذكار

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه
عزيزي القارئ لازال الحديث عن العلاج في القرآن الكريم من الأمراض المبطونة في النفس البشرية .
وحديثنا اليوم عن أخطر أمراض النفس وهي رؤية النفس وتملك الأنا والعجب بها ، فالأنا هي موطن الكبر والتعالى والغرور والغطرسة وكل ما هو مٌهلك .
والعبد المٌتكبر هو إنسان مريض يجهل حقيقته أنه عبد ضعيف مملوك لله تعالى ولا حول له ولا قوة بدايته نطفة ونهايته جيفة ويحمل طيلة حياته في بطنه العذرة وهو مٌنازع بجهله لله تعالى ومُحارب له سبحانه .
فالعظمة والكبرياء لله عز وجل وحده ، وفي الحديث القٌدسي يقول تبارك وتعالى ” العظمة ردائي والكبر دائي ، أي صفتي . فمن شاركني في أحدهما ألقيته في النار ولا أبالي ” . وفي رواية ” فليبارزني ” .
انظر معي عزيزي القارئ كيف عالج القرآن الكريم هذا المرض الخطير المُهلك لصاحبه ، الله سبحانه ضرب مثلين في عبدين من عباده استولا عليهما الكبر وهما فرعون الذي ادعى الربوبية وقال : أنا ربكم الأعلى ، والثاني النمروذ صنيعة إبليس الذي ملك الأرض وجعل من نفسه إلهًا وربًا .
انظروا ماذا صنع الله تعالى بهما حتى أنه سبحانه جعلهما آيتين من آياته
فأما عن فرعون فقد أغرقه الله ونجاه ببدنه وجعله آية على مر العصور والأزمنة وجعله فُرجة في المتاحف والمعارض الدولية للعِظة والاعتبار .
وأما النمروذ فقد سلط الله جل جلاله عليه كائن من أضعف الكائنات وهي البعوضة التي دخلت أنفه واخترقت رأسه حتى أنه كاد أن يٌجن من الألم وكانت لا تسكن ولا يهدأ حتى يضرب بالنِعال على رأسه وظل في هذا العذاب المؤلم والمهين وعلى هذا الحال فترة كبيرة من الزمن حتى أشاروا إليه بقطع رأسه وعمل له رأسًا من ذهب وفعلوا وكانت نهايته المؤلمة .
هذا ومن المعلوم أن أول من تكبر واستكبر وتعالى هو إبليس عليه لعنة الله وكان جزاءه الطرد والإيحاش بعدما كان في مقدمة الملائكة وطاوسًا لهم .
كانت هذه نماذج ضربها الحق عز وجل للاتعاظ والاعتبار حتى يُعالج تلك الآفة الخطيرة والمُهلكة ، وكم ذم الله الكبر وأهله وكم حذّر منه ونهى عنه .
وكذلك كم رغب الله تعالى في التواضع وأمر به وحث عليه .
نستكمل بمشيئة الله تعالى الحديث في المقال التالي.