رمضان كنز النفحات الإلهية وفرصة لا تعوّض!
28 فبراير، 2025
منبر الدعاة

بقلم أ : مروة أحمد ( واعظة معتمدة بوزارة الأوقاف)
رمضان ليس مجرد شهر في التقويم، بل هو محطة إيمانية يتزود منها المؤمن بالطاعة والقرب من الله. هو الشهر الذي تتبدل فيه الأحوال، وترتقي الأرواح، ويشعر الإنسان بمعنى الرحمة والمغفرة.
فعن محمد بن مسلمة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا” (رواه الطبراني).
فما هي أعظم النفحات التي يمنحنا الله إياها في هذا الشهر المبارك؟
1- نفحة الصيام: عبادة خالصة بجائزة عظيمة
الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس وتقوية للإرادة. يقول الله تعالى في الحديث القدسي:
“كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به…” (متفق عليه).
فكر في الأمر! الله بنفسه هو الذي يتكفل بمكافأتك! فأي كرم أعظم من ذلك؟
2- نفحة القرآن: حياة للقلب ونور للعقل
رمضان هو شهر القرآن، فرصة ذهبية لإعادة الاتصال بكلام الله، فهل ستضيعها؟ يقول تعالى:
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].
جرّب أن تقرأ القرآن يوميًا ولو صفحة واحدة، ستشعر بفرق مذهل في قلبك ونفسيتك!
3- نفحة ليلة القدر: فرصة العمر!
ليلة واحدة فقط… لكن أجرها يساوي أكثر من 83 سنة من العبادة! الله تعالى يقول: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: 3].
تخيل أنك قضيت هذه الليلة في عبادة ودعاء، كأنك عبدت الله عمرًا بأكمله! فلا تتركها تفوتك.
4- نفحة الدعاء: كنز لا يقدر بثمن
هل لديك حلم؟ أمنية تتمنى تحقيقها؟ إذًا رمضان هو فرصتك! أبواب السماء مفتوحة والدعاء لا يُردّ. قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
“ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتى يُفطر، والإمامُ العادل، ودعوةُ المظلوم” (رواه الترمذي).
ارفع يديك، واسأل الله من قلبك، فلعلها ساعة استجابة تغيّر حياتك!
5- نفحة الإخلاص: السر الأعظم لقبول الأعمال
الصيام عبادة خفية بين العبد وربه، لا أحد يعلم إن كنت صائمًا حقًا أم لا، وهنا يكمن سر الإخلاص. قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
“من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
تخيل أن كل ذنوبك الماضية تُمحى تمامًا! فرصة لا تعوض، أليس كذلك؟
6- نفحة العتق من النار: الجائزة الكبرى!
كل ليلة في رمضان، هناك أناس يكتب الله لهم النجاة من النار… لماذا لا تكون أنت منهم؟ قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
“إن لله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار” (رواه الترمذي).
كن واحدًا من هؤلاء المحظوظين بالإكثار من الاستغفار والعبادة، لعل اسمك يكون بينهم!
الخاتمة: رمضان فرصة لا تُعوّض!
رمضان ليس مجرد أيام تمضي، بل هو فرصة ذهبية للتغيير، لمراجعة النفس، ولتصحيح المسار. لا تجعله يمر دون أن تخرج منه بإنجاز إيماني يغيّر حياتك للأفضل.
نسأل الله أن يبارك لنا في رمضان، وأن يعيننا على استثماره بأفضل شكل، وأن يجعلنا من المقبولين والمعتوقين من النار… آمين!
كل عام وأنتم بخير