الصوم في منظور السادة الصوفية

إعداد الشيخ : محمد الألفى

 

 

الصوم في منظور الصوفية ينقسم إلى قسمين :

الصوم الظاهر والصوم الباطن

الصوم الظاهر : وهو صوم ظاهر الشريعة المنضبط بالضوابط الفقهية >

صوم الباطن : وهو الذي يزيد على صوم الظاهر بصوم سائر اللطائف الإنسانية .

يقول الشيخ اسماعيل حقي في تفسيره : والاشاره في قوله تعالى ، يا أيها الذين ٱمنوا كتب عليكم الصيام ، أن الصوم كما يكون للظاهر يكون للباطن .

وباطن الخطاب يشير أن صوم القلب والروح والسر للذين آمنوا اي شهود انوار الحضور مع الله فصوم القلب صومه عن مشارب المعقولات وصوم الروح عن مشاهده الروحانيات وصوم السر عن شهود غير الله .

فمن أمسك عن المفطرات اي الظاهرة من الطعام والشراب ونحوهما بنهاية صومه إذا هجم الليل .

ومن أمسك عن الأغنياء فنهاية صومه لن يشهد الحق وفي قوله عليه الصلاة والسلام ، صوموا لرؤيته ،عن التحقيق أنها عائده للحق فينبغي أن يكون صوم العبد ظاهراً وباطناً لرؤيه الحق وافطاره لرؤيه قوله تعالى ،كتب عليكم الصيام ، اي علي كل عضو في الظاهر وعلي كل صفه في الباطن

هذا وبالله التوفيق

 

صوم العارفين بالله :

الصوم عند السالكين العارفين سبب للكشف الرباني وفهم الحكم الإلهيه .

فيقول ابن عجيبه الحسني رحمه الله في كتاب البحر المديد :

الاشاره .. كتب عليكم الصيام ،عن الحظوظ والشهوات كما كتب على من سلك الطريق قبلكم من العارفين الثقات في أيام المجاهدة والرياضيات حتى تنزلوا بساحة حضره المشاهدات لعلكم تتقون شهود الكائنات ويكشف لكم عن أسرار الذات .

فمن كان فيما سلف من ايام عمره مريضاً بحب الهوى أو على سفر في طلب الدنيا فليبادر الي تلافي ما ضاع في أيام أخر وعلى الأقوياء الذين يطيقون الصيام اطعام الضعفاء من قوت اليقين ومعرفة رب العالمين فمن تطوع خيرا بإرشاد العباد الي ما يقوي يقينهم ويرفع هممهم فهو خير له وأن تدموا ايها الأقوياء على صومكم عن شهود السوي وعن مخالطة الحس بعد التمكين فهو خير لكم وأسلم إن كنتم تعلمون مافي مخالطة الحس من تفريق القلب وتوهيين الهمم إذ في وقت الصيام يتحقق وهي الفهم والإلهام وتترادف الأنوار وسواطع العرفان فمن شهد هذا فليدم على صيامه ومن لم يقدر عليه فليبك على نفسه في تضييع أيامه

اترك تعليقاً