جنتا الرضا
23 فبراير، 2025
منبر الدعاة

بقلم : وفاء سامي ( استشاري وعلاج نفسي -محفظة وداعية اسلامية )
( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )
الأولى: جنة الدنيا، وهي بشرى يكرم الله بها عباده في حياتهم، فيمنحهم الطمأنينة والسكينة، ويحيطهم بملائكته، كما قال تعالى في سورة فصلت:
{إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحْزَنُوا۟ وَأَبْشِرُوا۟ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِىٓ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًۭا مِّنْ غَفُورٍۢ رَّحِيمٍۢ}
أما الثانية: جنة الآخرة، حيث النعيم الأبدي واللذة الكبرى، حين يُكرم الله عباده برؤية وجهه الكريم، وهو يضحك إليهم راضياً عنهم. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
إذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ(رواه مسلم).
فهذه هي الغاية العظمى، والنعمة الكبرى، حين يرضى الله عن عبده، ويكرمه بالنظر إلى وجهه الكريم، فلا يكون بعد ذلك نعيم أعظم ولا فرح أسمى. فنسأل الله أن يجعلنا من أهلها.
ولم لا ؟!
قيل عن حب العبد لربه:
فكيفَ لا يحبُّ العبدُ بكلِّ قلبِه وجوارحِه من يحسنُ إليه على الدوامِ بعددِ الأنفاسِ، معَ إساءَتِه؟ فخيرُه إليه نازلٌ، وشرُّه إليه صاعدٌ ، يتحببُ إليه بنعمِه وهو غنيٌّ عنه، والعبدُ يتبغَّضُ إليه بالمعاصي وهو فقيرٌ إليه، فلا إحسانُه وبرُّه وإنعامُه إليه يصدُّه عن معصيتِه، ولا معصيةُ العبدِ ولؤمُه يقطعُ إحسانَ ربِّه عنه.
الإمام ابن القيم ( الداء والدواء )