
بقلم : آيه خفاجي أبو العينين ( واعظة بوزارة الأوقاف المصرية )
شهر شعبان ، هو شهر الإستعداد لرمضان ، ينتظرة المؤمن لأنه موسم عظيم ، فهو محطة من المحطات الإيمانة ، يقول الملك الحق سبحانه ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى”
فما من يوم ولا شهر طوال العام إلا وفيه عبادة وقربة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.
فالله تعالى الكريم العفو يهبنا الكثير من الطاعات التي تقربنا إليه ، ليغفر لنا زلاتنا ونحن نُصِر على المعاصي والذنوب.
فقد شرع الله لنا الصيام في الأسبوع يومين وفي الشهر الهجري ثلاثة أيام والذهاب إليه خمس مرات في اليوم والوقوف بين يديه غير النوافل ، جعلنا نذهب إليه متى نشاء ، وجعل شهر كامل للعبادة ، ونحن لازلنا في غفلة .
ونحن الآن في شعبان ، وهو شهر الإستعداد لرمضان وشهر ترفع فيه الأعمال ، أي أن أعمال الإنسان من طاعات ومعاصي ترفع كلها.
فعن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها قالت ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول أنه لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان ، وما رأيته في شهرا أكثر منه صياما إلا شعبان “
فكان أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو شهر شعبان لأنه شهر ترفع فيه الأعمال .
فعن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه أنه قال ” قلت يا رسول الله ، لم أراك تصوم شهراً من الشهور ما تصومه من شعبان..؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذالك شهر شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”
ويقول الحق سبحانه وتعالى ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح “
فننتبه لتلك الثلاث ، “ثلاثة في ثلاث”
بلغنا الله الأولى ، وها هي الثانية بين أيدينا ، ونقبل على الثالثة بعد عدة أيام.
ثلاث معجزات في ثلاثة أشهر متتالية…
رجب وقد مضى برحلته التي هدمت قوانين الطبيعة وكانت هديته لنا الصلاة .
شعبان الآن نأنسه بهدية تغيير القبلة للبيت الحرام .
رمضان ننتظره بأجمل الهدايا وخير العطايا ، بليلة هي خير من ألف شهر ، وكانت هديته القرآن .
فمن فاته نعيم رجب وغفل عنه فليغتنم فرصة شعبان لترفع أعماله على الطاعة والعبادة ، ويستقبل الشهر بقلب مليئ بالإيمان معتاد العبادة لا يراها ثقل على قلبه..
فهنيئاً لمن وفقه الله للثلاث
وكل عام وأنتم بخير ، مبارك عليكم الشهر الفضيل