على حافة التاريخ
5 فبراير، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم الأستاذ : مازن أبو الفضل مدرب تنمية بشرية ومهارات
لا أحد يستطيع أن ينكر أن العالم بغد طوفان السابع من أكتوبر قد أصبح لا يشبه العالم القديم بأى شكل من الأشكال .
و أيضاً لا أحد يمكن أن يفهم بشكل يقيني ما يجري في الغرف المغلقه والتي يخرج منها قوالب تصريحية تزيد من بلاهة الرأي العام وتشتيته.
لكن الحقيقة الواحد اليقينية أننا على أعتاب نظام عالمي جديد.
اليوم إجتمع ترامب أمريكا مع ناتانياهو الصهاينة ليعلنا للعالم ملامح هذا النظام للعالم ويضعوا لبناته الأولى، وقاريء التاريخ فقط سيعلم أن هذا في الحقيقة ليس نظام جديد بل هو إعادة إحياء نظام القطب الواحد بعد ما ترائى في الآفاق إحتمالية نظام قائم على التعددية.
فترامب كان أعلن من قبل مراراً وتكراراً أنه سيجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، أميركا تنتهج نهج روما القديمة إمبريالياً وثقافياً، أميركا التي تنشر الديمقراطية والصهيونية وتضع نواباً لها وعملاء في كل بقاع العالم.
ترامب يصدر أوامره لمصر والأردن بإستقبال الفلسطينين في أراضيهم بدعوى إعادة الإعمار، وهو يصدر أوامر كما قلنا ولا يقترح أو يفاوض، فكما قال أن حكومات هذه الدول ستقبل لإن أميركا فعلت الكثير من أجلهم.
الحكومة المصرية أعلنت رفضها القاطع لهذا المقترح الذي ظهر بشكل عابر في بداية طوفان الأقصى وحشدت الجماهير في الشارع كرسالة للخارج أنه رغم وجود أزمات داخلية في المجتمع المصري إلا أن طوائفه الشعبية والسيادية مصطفه أمام تنمر الخارج، هذا التنمر الذي مارسته إسرائيل من قبل ويمارسه الكاوبوي الأمريكي الآن.
حتى الحكومة الأردنية أعلنت منذ قليل أنها قد تدخل حرب مع الإحتلال إذا دخل الفلسطينين أراضيهم.
وفي نفس الوقت أعلنت حكومة الكيان اللقيط قلقها من تطور الإمكانيات العسكرية للجيش المصري وتواجده المكثف في شبة جزيرة سيناء منذ طوفان السابع من أكتوبر.
كما قلنا في بداية المقال نحن على أعتاب نظام عالمي جديد، نظام تتعافى فيه المقاومة وتعيد ترتيب أوراقها، ومع صمت اليمن وتحرشات الغرب بإيران لا يمكن القول أن المقاومة خارج الحسابات.
نحن الآن في لحظه فاصله، لقد مشت حكوماتنا مع الغرب طريقاً طويلاً على حساب نفسها وشعوبها، طريق بدأ منذ كامب ديڤيد وأستمر حتى هذه اللحظه، ولكن بدأت نهاية الطريق تتضح شيئاً فشيئاً وأن النظام العالمي يعيش من أجله فقط ويسوق المجريات لمصلحة هيمنته فقط، فالآن يريد أن يزيد رقعة إسرائيل على حساب جيرانها “الأصدقاء العرب” ويقرر لا يناقش لسان حاله يقول منذ متى تتناقشون وتتمانعون، أليس لي ملكم ومعوناتي تملأ خزائنكم؟؟!
هذه فترة الصراحه، سقطت الأقنعة، عرفنا من المقاوم ومن العميل
ومن المتنمر ومن المستأسد على شعوبه فقط، هذه فترة الإستقطاب التي تسبق الصدام والحرب.
وبناء عليه ستضطر الحكومات الإختيار الحق الذي لا مداهنه فيه، إما شعوبها أو عروشها.