الثعابين والجحور

بقلم الأستاذ : حسن ابو زهاد

نعيش في حياة حافلة بالأحداث والمشاهد ، ربما تتسم بطابع الغرابة ، نقابل أشخاص يبهرنا هدوئهم وعزوبة ألسنتهم ، وفجأة ومن غير موعد تخبرنا أفعالهم سوء نواياهم ، ولكنهم استطاعوا خداعنا بعض الوقت وليس الوقت كله لأنهم مهما بالغوا التلون والاختفاء ، مهما حاولوا التصنع فان طباعهم تكشفهم حين تتقاطع المصالح مع مصالحهم التي تعلو علي كل مودة وحياة  ، ينسون كل شيئا تخرج نفوسهم نفوس الثعابين من جحورها ، معلنة عما كانت تخفيه النوايا منذ البداية ولكن استمر الخداع حتي عجزت نفوس الثعابين عن إخفاء سمومهم التي كانت جاهزة منذ البداية للالتفاف حول فريستهم .

فالحياة حافلة بالكثير من الصنوف التي تبهرك في البدايات ، وتصدمك في النهايات ، هل لأنهم امتلكوا مهارة التمثيل بجدارة أم ان قلوب الطيبين لم تأخذ غدرا ولا حذرا .

ومع استمرار الحياة نري أيضا صنوف القلوب الملائكية التي تمتلك روح العطاء والإيثار فهم من يعمرون الدنيا بحسن صنيعهم ، وأي كانت الأحوال وجب علينا التمهل في فرط الثقة والانتظار رويدا رويدا حتي تعلن النوايا عن نفسها

ان الحياة التي نحياها الحافلة بزهو الحياة وزخارفها إنها حياة خادعة لأنها ليس لها بقاء فكل ما فيها إلي زوال وفناء .

 ان أصحاب القلوب المريضة التي تعشق الذات مبغضة دونها ولا تري صلاحا إلي في ذاتها تتحدث بالأنا تميل إلي السطوة ، تعتبر مشاعر الآخرين ملكا لهم فهم في النهايات هم الخاسرون لأنهم يحترقون كما تحرق النار الهشيم ودائما يندثرون فلا تبقي منهم إلا جحورهم الواهية وأفعالهم المريضة .

ان القلوب الصافيه النقيه مهما أحاك بهم أهل الشر شرورهم فإن النصر في النهاية لأصحاب النوايا الحسنة لأن الله عليم بهم ، حافظ لهم ولحسن صنيعهم الذي يملا الدنيا حبا وسلاما وأمنا وحياة .

اترك تعليقاً