الأمّة الحيّة‎ لا تنسى تاريخها

بقلم الدكتورة : حنان محمد ( واعظة بوزارة الأوقاف المصرية )

 

مِن لُطف الله تعالى بعباده المسلمين أن جعَل لهم مواسمَ لعظيم الطاعات، ومواطنَ لجليل النَّفحات، يَعظُمُ أجرُها بعِظَم زمانها، وما أودَعه الله تعالى فيها من الفضل، وما خصَّه بها من الخير، ومنها هذا الشهر الكريم الذي يُظِلُّنا: شهر شعبان الذي قيل: إنَّ مِن أسباب تسميته بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه، وقيل تشعبهم في الغارات، وقيل لأنه شَعَب – أي: ظَهَر – بين شهري رجب ورمضان، وهو شهر يَكفيه شرفًا أن جعَله الله قبلَ شهر رمضان، فجعَل الصيامَ فيه دُرْبةً للصيام في شهر رمضان، وجعل قراءةَ القرآن فيه مقدمةً لعظيم أجرِ قراءته في شهر القرآن؛ ولَمَّا كان شعبان كالمقدِّمة لرمضان، فإنه يكون فيه شيءٌ ممَّا يكون في رمضان من الصيام، ‎وقراءة القرآن والصدقة .

و لقد شهِد شهرُ شعبان أحداثًا جليلةً على مدار التاريخ، قديمًا وحديثًا، والحَدَث يعظُم بعِظَم الزمان والمكان وفيه

الحدث الأول: زواج النبي صلى الله عليه وسلم بحفصة رضي الله عنها
الحدث الثاني: غزوة بدر الموعد (بدر الثانية)
الحدث الثالث: غزوة بني المصطلق (المريسيع)
الحدث الرابع: عتق النبي صلى الله عليه وسلم لجويرية وزواجه بها
الحدث الخامس: سرية عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إلى ديار بني كلب بدومة الجندل
الحدث السادس: سرية على بن أبي طالب إلى بنى سعد بن بكر بفدك
الحدث السابع: سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى تربة
الحدث الثامن: سرية أبي بكر رضي الله عنه إلى نجد
الحدث التاسع: سرية بشير بن سعد رضي الله عنه إلى بني مرة بفدك
الحدث العاشر: سرية أبي قتادة إلى بني عبس من غطفان بنجد
الحدث الحادي عشر: قدوم عدي بن حاتم الطائي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامه
الحدث الثاني عشر: قدوم وفد خولان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم

واختتم كلامى

أن من علامات الأمّة الحيّة أنها لا تنسى تاريخها ولا تعتبره ماضيًا زائلًا أو تراثًا باليًا، بل تقف أمام أحداث تاريخها العريق وقفة تفحّص وتدقيق، وتبني من خلالها المستقبل؛ لأن معرفة الأمّة لماضيها خير وسيلة لتصوير المستقبل ، فلابدَّ للأمة أن تعرف تاريخها وتطَّلع على وقائعه وأحداثه، لتعرف غايتها وتقدِّر مهمّتها، وتشخِّص حاضرها حتى تبني مستقبلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *