الايمان بالامام المهدى فى زمانه فيصل بين الجنة والنار

بقلم الاستاذ الدكتور الشيخ / محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان

إن العلم بأمر الإمام المهدى والإيمان به أمر مهم، ولابد أن نحاول قدر الإمكان الإحاطة به، لأن أمر الامام المهدى هو فيصل بين الجنة والنار.
روى عن جابر بن عبدالله رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كذَّب بالمهديِّ فقد كفرَ”. اخرجه العظيم آبادي فى عون المعبود.

وفى رواية عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أنكر خروجَ المهديِّ فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ، ومن أنكر نزولَ عيسى فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ، ومن أنكر خروجَ الدَّجَّالِ فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ، ومن لم يؤمنْ بالقدَرِ خيرِه وشرِّه فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ، فإنَّ جبريلَ أخبَرني أنَّ اللهَ تعالى قال: من لم يُؤمنْ بالقدَرِ خيرِه وشرِّه فلْيَتَّخِذْ ربًّا غيري”. اخرجه ابو بكر الاسكافى ـ الكلاباذى ـ فى معانى الاخبار، وذكره السهيلى فى الروض الآنف، والسيوطى ، واخرجه ابن حجر العسقلاني فى لسان الميزان.

فلو افترضنا ان الإمام المهدى خرج بيننا ولم تؤمن به ولم تنصره ولم تتبعه، تكون قد خالفت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “بايعوه ولو حبوا على الثلج”، ونحن نعلم ان الحبو على الثلج يكاد يكون مستحيلاً ومع هذا يقول النبى صلى الله عليه وسلم ولو حبواً على الثلج، روى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ “إنا أهلُ بيتٍ اختار اللهُ لنا الآخرةَ على الدُّنيا، وإنَّ أهلَ بيتي سيلقَون بعدي بلاءاً وتشريدًا وتطريدًا، حتى يأتى قومٌ من قبل المشرقِ معهم راياتٍ سُودٍ فيسألون الخير فلا يُعطونه فيقاتِلون فينصرون ما شاءوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجلٍ من أهلِ بيتي فيملؤُها قسطاً كما مُلِؤوها ظُلمًا وجَورًا، فمن أدرك ذلك منكم فلْيأتِهم ولو حبْوًا على الثَّلجِ” زاد نعيم فانه المهدى. اخرجه بن ماجه فى باب خروج المهدى.

وفى رواية أخرى عن عبد الله رضى الله عنه قال: “كنَّا جلوسًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذْ جاءَه فِتيةٌ مِن قُرَيشٍ فتغيَّرَ لونُه. فقُلنا: يا رسولَ اللهِ إنَّا لا نزالُ نرَى في وجهِكَ الشَّيءَ تكرَهُه؟ فقالَ: إنَّا أهلُ بَيتٍ اختارَ اللهُ لنا الآخرةَ علَى الدُّنيا، وإنَّ أهلَ بَيتي سيَلقَونَ بعدِي تطريدًا، وتَشريدًا، حتَّى يَجيءَ قومٌ مِن هاهُنا وأومأَ بيدِه نَحوَ المشرِقِ أصحابُ راياتٍ سودٍ، يسأَلونَ الحقَّ ولا يُعطوْنَه مرَّتينِ أو ثلاثًا، فيُقاتِلونَ، فَيُعطَوْنَ ما سأَلوا فلا يَقبلونَ، حتَّى يدفَعوها إلى رجُلٍ مِن أهلِ بَيتي يملَؤُها عدلًا كما مُلِئَتْ ظُلمًا وجَوْرًا، فمَن أدركَ ذلكَ منكُم، فليأْتِه ولَو حَبْوًا علَى الثَّلْجِ” اخرجه العقيلى.

فمعنى الحديث أنه لا مناص ولا مفر لك من اتباع الإمام المهدى عليه السلام والتصديق به والإيمان به.

فكلنا نعرف انه يوجد أعداء للإمام المهدى ، وان اكثر الاعداء له هم بعض العلماء لاجل هذا سنرى احدهم لا يعترف بالامام المهدى ولا يرغبون فى وجوده ، ولكن لابد ان نعرف ان هناك أعداء للامام المهدى عليه السلام من داخلنا نحن المسلمين وليس من خارج الامة الاسلامية فقط، ويوجد وبعض الناس لا يريدون خروج الامام المهدى، لانه أتى للاصلاح، والاصلاح اول ما يشمل سيشمل الامة نفسها، فهو سيصلح الله به الاخلاق فسدت والطباع التى اعوجت والأمور التى اختلت.

ووردت أحاديث نبوية كثيرة عن النبى صلى الله عليه وسلم فى هؤلاء العلماء الذي سيكونون فى آخر الزمان نذكر منها ما روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ “يكونُ في آخرِ الزَّمانِ عُبَّادٌ جُهَّالٌ, وعُلماءُ فُسَّاقٌ “. أخرجه ابن حبان في المجروحين ، والحاكم ، والديلمي في الفردوس واللفظ له، والعراقي فى تخريج الإحياء، والشوكاني فى الفوائد المجموعة.

وروى عن أبو أمامة الباهلي رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “سَيكونُ في آخِرِ الزَّمانِ ديدانُ القُرَّاءِ، فمَن أدرَكَ ذلكَ الزَّمانَ فلْيتعَوَّذْ باللَّهِ منهُم”. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء باختلاف يسير.

كما روى عن أبو أمامة الباهلي رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “سيكونُ في آخِرِ الزمانِ ذِئبانُ القُرَّاءِ، فمن أدرك ذلك الزمانَ؛ فَلْيَتَعَوَّذْ باللهِ من شَرِّهِم “. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *