لماذا تم اختيار الوهابية كمعول لهدم الاسلام من الداخل؟

بقلم الدكتور : احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى

المقال الثانى عشر من سلسلة (زمن الدجال)

لقد تفردت الوهابية او السلفية الحديثة بخواص ارتأتها وزارة المستعمرات البريطانية بفطنتها وحسن تدبيرها ، لم يسبق الوهابية الى تلك الخواص فرقة من الفرق الاسلامية منذ اختلاف الناس بعد التابعين وظهور الخوارج والشيعة وغيرهم من الفرق الأخرى.

لقد وجدت الماسونية ضالتها فى ذلك الفكر الخارجى ـ فكر الخوارج ـ لاسيما ان طوع لخدمة اهدافهم بأن روَّضوا ائمة هذا الفكر وساسوهم ودربوهم على تنفيذ مخططاتهم.

لقد تجلى جميع ما سبق فى شخصية محمد بن عبد الوهاب الذى كان شديد الاعتداد بنفسه وبرأيه ، لا يقيم وزناً حتى لآراء أئمة المذاهب الاربعة ولا حتى أقوال الصحابة حتى الخلفاء الراشدين.

وفيما يلى نذكر بعض الخواص والسمات التى أدت بالماسون او بوزارة المستعمرات البريطانية الى الاستعانة بفكر الخوارج فى مشروعهم الجديد والذى كانت بؤرته نجد من الجزيرة العربية وإنشاءهم للفكر الوهابى السلفى

ومن تلك الخواص التقارب الشديد بين فكر الخوارج واليهودية فى مجملها حتى أنه ليقال أن الخوارج هم يهود المسلمين ـ واقصد بالخوارج هم الذين ساروا على منهاج الخوارج منذ ذو الخويصرة عندما اتهم النبى فى ذمته وحتى زماننا هذا ، فهم كما وصف النبى صلى الله عليه وسلم كلما هلك قرن خرج قرن ـ حتى انك لترى أن الخوارج ـ السلفية المعاصرة ـ ارحم باليهود منهم على المسلمين وهو ما تجلى فى الاحداث الأخيرة عندما يفرحون لمصاب المسلمين ويحزنون لمصاب اليهود.

ويشمل هذا التقارب عدة صور كثيرة لا تكاد تحصى ولكن نذكر منها على سبيل المثال :
ـ تقارب طريقة التفكير بين اليهود والخوارج ـ السلفية المعاصرة ـ سواء فى فهم النصوص أو حتى فى الوسائل التى يستعملونها لفهم النصوص ، وهو ما أدى بهم الى تبنى عقائد تكون متطابقة للعجب.

قد نتجاوز الحقيقة ان كلنا أن تلك الوسائل والطرق والكيفية التى يفهمون بها النصوص ـ هو انهم يطوعونها وفق أهوائهم ، فهم يتبعون هواهم ويذهبون لتأييد هواهم كل مذهب لا يتورعون فى ذلك ان خالفوا اجماعاً او أنكروا حديثاً نبوياً او وصفوه بأنه موضوع أو بأنه لا يعمل به لا ضعيف ثم أنهم يفتعلون الاحاديث عندما يخوضون فى أحاديث الصفات والايات القرانية المشتبهات.

واننا اذ نتعرض لهذا الباب من الصفات التى يتشارك فيها الوهابية والسلفية المعاصرة واليهود ترانا نسهب فى بيان ذلك لعظم هذا الباب والذى يضيق عنه هذا المقام حتى انك لتكاد تقول انهم ذوو أرحام فيما بينهم.

وانك لتعجب من كم التوافقات التى فيما بين هذاين الفريقين من حيث حرصهم على اتباع اهوائهم ومرد ذلك الاتباع وسببه ، وطريقة تفكيرهم الذى صار خلة لازمة لهم لا يفارقونها ، وبين اسالبيهم فى التفكير ، وبين ما انتهوا اليه فى مجال العقيدة من حيث التجسيم والتشبيه ، أو حتى من حيث قبولهم لبعض الاثار التى لها أصولاً يهودية ، او حتى فى المجال الفقهى وكذا فى المجال التطبيقى ، وحتى فى الشكل والمظهر العام بل والملبس، وطريقة معاملتهم لغيرهم من الناس وعقيدتهم فيهم ، بل وطريقة نقدهم للعماء الذين يخالفونهم فى الآراء ، والجرأة فى تكفير المخالف ، والاستهانة بالعظائم وتحقيرها ، وتعظيم المحقرات التى يحسن التغاضى عنها والتكفير بالهنات ، ثم جرأتهم على سفك الدماء وفرحهم بالدم الحرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *