دفء المشاعر

بقلم أ : حسين أبو زهاد

الإحساس بالبرد قد لا يكون من برودة الجو  ، فقد يشعر الإنسان بالبرد رغم ارتفاع درجة الحرارة ، وقد يشعر بالدفء رغم انخفاضها ، أنها المشاعر الإنسانية الصادقة ، مشاعر الاحتواء ، مشاعر يصعب وصفها ، فهي احساس قبل ان تكون كلمات حن ينما نجد الأيدي الحانية والقلوب الصادقة تطوق قلوبنا ، أو نطوق قلوبها هذا هو الدفء الحقيقي .

الشعور بالامان أوقات الألم ، تضميد الجراح النازفة ، قلوب تقف إلي جانبنا وقت الصعاب ، لا تصفق لنا عند الوصول فلا حاجة لنا بالتصفيق بقدر حاجتنا بمن سكنت قلوبنا قلوبهم ، وفتحت قلوبهم الباب علي مصرعيه تضمد جراح السنين ، وتفتح أبواب الأمل حين غابت وجوه الكذب والنفاق ، وتخلت وقت الازمات ، فافصحت عن وجهها الحقيقي .

وهنا نري إرادة الله الذي يكشف الزيف والنفاق ليصلح لنا مسارنا الحقيقي كم من أشخاص تمسكنا بهم لهثنا خلفهم ، ولكن الحياة كان لها رأي آخر فلم تتوقف عندهم ، لأنها إرادة الله سبحانه وتعالى

فما أجمل أقداره ، فهو علام الغيوب ، ولو كشف لنا أسرار حياتنا لاخترنا أقدارنا ، لأنها رحمة بنا ، سبحانه وتعالى يقطع ويصل ، جفاء وحنين ، ألم وصحة ،أنها إرادته في خلقه ، وعلينا ان ندرك المعني الحقيقي للدفء في العطاء ، والاحتواء في قلوب صادقة ، لا تتغير مهما مرت عليها العقبات ، قادرة علي تخطي الموانع والسدود بإرادة قوية ، وثقة في رب العالمين .

عاهدنا أنفسنا ان تمنح قلوبنا الحب ، ومسح العبرات ، أن تنمح قلوبنا الدفء الحقيقي الصادق ، فمن ذاق الألم يصعب عليه ان يسقيه أحد هناك رأي ربما يخالف ما اعتدنا عليه ، فاقد الشيئ يكن حريصاً ان يمنحه إذا ما امتلكه ، لانه ذاق مرارة الحرمان .

القلوب الصافية إذا ما امتلكت القدرة منحنت فزادها الله من نعمه وعطاياه فما أجمل ان نهب الدفء والأمان لقلوب استشعرت الألم وذاقت مرارة الأيام ،فالجمال يكمن في العطاء ، والسعادة الحقيقية في الاحتواء فالدنيا دار فناء ، ولا تستحق منا سوي ان نواجه الشر بالخير بمكارم الاخلاق ، واطيب التصرفات ، وأرق المشاعر ،  لاننا نخرج ما بداخلنا لا ما بداخل غيرنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *