بقلم الاستاذ الدكتور الشيخ : محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان
كان يدرك النبى صلى الله عليه وسلم ان زمن الامام المهدى سيكون زمن تكنولوجيا وتطور فى اجهزة الاستخبارات، وان شخصية المهدى سيكون له اعداء كُثر، فأراد النبى صلى الله عليه وسلم ان يخفيها لذلك لم يصرح النبى صلى الله عليه وسلم بالنسب الشريف للإمام المهدى بوضوح.
من هنا نفهم من احاديث النبى صلى الله عليه وسلم ان هناك رسالة خفية تفهم من بين السطور يريد النبى صلى الله عليه وسلم ان يخبرنا عنها وهى ان انتماء الامام المهدى للسيدة فاطمة رحماً ، لما ذكر السيدة فاطمة وذكر فى حديثه ابنته فاطمة وهى امرأة وذكر فى حديث اخر عمه العباس وهو رجل ، فهو يرد ان يخبرنا بان الامام المهدى ينتمى الى السيدة فاطمة رحماً ونحن نعلم ان اولى الارحام هى القرابات من ناحية النساء ، ومن هنا نعلم ان المهدى سيكون له قرابة الى ناحية السيدة فاطمة من ناحية النساء بالشفرة الموجودة فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم ، فهذه شفرة لابد ان نفك غموضها، ونعلم من الناحية الاخرى انه سيكون صلباً من ولد العباس.
اذن عندما نجمع الامر ندرك ان المهدى رحماً ينتمى الى السيدة فاطمة وصلباً ينتمى الى العباس عم النبى ص وهنا نكون الصورة الكاملة.
وهنا استشهد بكلام الامام جعفر الصادق رضى الله عنه عندما سئل عن الامام المهدى قال: (لو اخبرتكم به لكان اول من يقاتله اولاد فاطمة) ـ وهذه كلمة معروفة عن الامام جعفر الصادق .
اذن الامام جعفر الصادق كان عنده من العلم انه لو اخبرهم من هو المهدى لكان اولاد فاطمة اول من يعاديه والامام جعفرالصادق من اولاد فاطمة ولكنه كان أهل العلم الذين حملوا أسرار هذا العلم عن الامام على كرم الله وجهه ومن آل البيت رضى الله عنهم جميعاً.
فهذه الكلمة الامام الصادق تدل دلالة قاطعة على ان المهدى صلباً لن يكون من اولاد فاطمة وإلا لما جمعهم فى هذه الكلمة؟ ، وقال مقولته تلك (لو اخبرتكم به لكان اول من يقاتله اولاد فاطمة)، اذن هو يعلم هذا ، ونحن جميعاً على يقين ان الامام جعفر الصادق كان بحراً فى العلم.
كما توجد أدلة اخرى نستطيع ان نستند اليها منها وصول الخلافة الى ذرية العباس بن عبد المطلب وهى خلافة الدنيا ، وقد اكون جازماً اذا قلت ان الميراث النبوى فى آل البيت انقسم فى ذرية السيدة فاطمة او ذرية الامام على بالتحديد وذرية العباس بن عبد المطلب وخصوصاً فى ابنه عبد الله بن العباس،
فالامر ظاهر وواضح فهناك نبواءات تبشر بان الخلافة ستؤول اليهم وان المهدى سيخرج منهم، وكانوا على يقين من هذا لذلك لو رأينا لو عملنا موازنة عقلية سنجد الثورات التى قام بها العلويون عموماً لم تنجح وعندما قام العباسيون بثورة وحيدة نجحت واستطاعوا ان يصلوا الى الخلافة، فكل هذه الاشياء لو جمعناها ووضعناها بجانب بعضها البعض قد تكتمل الصورة عن هذه الشخصية، ولابد ان نعلم ان النبى صلى الله عليه وسلم رغم ارادته تعليمنا كل شئ عن شخصية الامام المهدى وانه فى المقابل اراد ان يخفيها للعداوات التى ستكون حوله فى زمان خروجه رضى الله عنه وأرضاه.