الاسلام دين التفائل والأمل
5 يناير، 2025
منبر الدعاة

بقلم: الدكتور صابر زيادة من علماء وزارة الأوقاف
الاسلام دين التفائل والأمل
في سورة يوسف ورد قول الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام -: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) سورة يوسف الآية 87
وقوله تعالى في نفس السورة: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)(يوسف:110)
أخي الحبيب هذا الآيات وغيرها تذكرنا بأن المسلم لا ييأس أبدا ، يوسف عليه السلام تعرض للمحن والابتلاءات لم ييأس ، ويعقوب عليه السلام تعرض الابتلاء وغاب عنه ابنه وحبيبه أكثر من أربعين سنة (يوسف عليه السلام) ومع ذلك يقول لبنيه يا بني اذهبوا فتتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون.
وكذلك نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم والانبياء جميعا والصالحون تعرضوا للابتلاءات والمحن ومع ذلك لم يتسلل اليأس إليهم إنما صبروا حتى جاءهم نصرنا.
أخي الحبيب مهما طال عليك الظلم ،أو الابتلاء ، أو المحن ، أو ضاق بك لحال ، أو تعسرت عليك الأمور ،فالأمل في رحمة الله الواسعه ، والله عز وجل يدبر الامر ، ان اليأس في ديننا كُفر ومنقصة لا ينبت اليأس في قلب المؤمن الصادق.
فالمؤمن أوسع الناس أملًا، وأكثرهم تفاؤلًا واستبشارًا ، فثقوا بالله، واملأوا قلوبكم أملا ورجاءً في رحمة الله، وابشروا بكل خير ﴿ فإن مع العُسْر يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6].
الله عزّ وجل يبين لنا في كتابه أن بعد أشد الأوقات ظلمة يطلع الفجر ، وحين تشتد الكربات يقترب الفرج ، أيّا كان الضيق الذي يُحيط بك أخي الحبيب فإنّه سينجلي، مرض أو هم أو غم أو شدة أو عسر ، فانه سينجلي ، وبصورة لا تخطر على بال .
عليك بالصبر والدعاء ، والرضا بِقَضْاءِ الله وقَدّره ، ولنا في سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم الاسوة والقدوة وفي قصة يوسف عليه السلام كيف تغير الحال من حال الى حال ، ومن محنة إلى منحة ، ومن ذل إلى عز ، ومن رق إلى ملك ،ومن حزن إلى سرور ، ومن ضيق إلى فرج وسعة ، ثق بالله عز وجل ولا يتسلل اليأس إلى قلبك
فالله سبحانه يجعل بعد العسر يسرا وفرحا وسرورا
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال