كيف يكون الامام المهدى عليه السلام من ولد فاطمة والعباس فى نفس الوقت
31 ديسمبر، 2024
علوم آخر الزمان
بقلم : الاستاذ الدكتور الشيخ محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان :
هناك نبوءة تقول بان الخلافة ستصير الى بنى العباس وان المهدى سيكون منهم، والمتأمل يعرف ان هذه النبوءة تتكون من جزئين منها جزء قد تحقق وهى توليهم الخلافة عام 132 هجرية ، وبالتالى فان الجزء الثانى من النبوءة سوف يتحقق وهو ان المهدى صلباً سيكون صلباً من بنى العباس ورحماً من اولاد فاطمة.
اخرج ابن عساكر عن ابى هريرة قال : قال رسول الله للعباس :” فيكم النبوة والمملكة ” وأخرجه من طريق الخطيب البغدادى عن عبد الله ابن عباس بلفظ آخر قال :” قال العباس يا رسول الله ما لنا فى هذا الامر ؟ قال : لى النبوة ولكم الخلافة ، بى يفتح هذا الامر وبكم يختم ” تاريخ ابن عساكر 7 : 246 ، وانظر البداية والنهاية 10 : 50
وروى عن طريق الدارقطنى عن عمار بن ياسر قال ” بينما النبى صلى الله عليه وسلم راكباً اذ حانت منه التفاته فاذا هو بالعباس فقال : يا عباس ، قال : لبيك ، قال : ان الله بدأ الاسلام بى وسيختمه بغلام من ولدك وهو الذى يصلى بعيسى عليه السلام ” وقال ابو نعيم الاصبهانى حديث عزيز.
كما ان الامام المهدى رجل دنيا ودين، رجل جاء ليقيم العدل ويهدى الناس الى الدين الصحيح، فى وقت قد تفرق فيه الناس، فهو سيجمعهم على الهدى ، فلابد ان تكون طينة هذا الامام بين الاثنين عباسية علوية او عباسية فاطمية وهما النسبين العباسى والعلوى.
هناك اختلاف فيما بين من يذهب الى ان الامام المهدى هو من ولد فاطمة فقط! فمنهم من يقول بأن الامام سيكون من نسل الامام الحسن ام الامام الحسين عليهما السلام ، لكنى ارحج ان يكون الامام المهدى صلته بالسيدة فاطمة من ناحية الامام الحسين اقوى.
وان كانت الانساب أو الدماء الهاشمية قد اختلطت فيما بينها لان العباسى تزوج علوية والعلوى تزوج عباسية والحسينى تزوج حسنية والحسنى تزوج حسينية ، فاختلاط الدم الشريف عموماً فى بنى هاشم موجود، لكنى ارجح الامام الحسين بسبب ان الامام الحسن كان يميل الى المصالحة والى حقن دماء المسلمين رغم ان القوة كانت لديه عندما سلم الامر وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن ابى سفيان، اما الامام الحسين فقد ثار وقاد ثورة على يزيد بن معاوية، فطبيعة الامام الحسين نعرفها عندما نفهم شخصية الامام المهدى انه رجل عندما يخرج سيكون ثائراً على الظلم والفساد ويقيم دولة العدل، فلابد أن يكون انتماء الامام المهدى سيكون الى الامام الحسين اكثر من الامام الحسن رضى الله عنهما وهذا ترجيح منى قد يقبل العكس.
اخرج أبو نعيم عن محمد بن زكرياء الغلابي، حدثنا العباس بن بكار، حدثنا عبدالله، عن الأعمش، عن زر بن حبيش عن حديفة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ما هو كائن ثم قال : ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي ، يكنى أبا عبدالله ، يبايع الناس له الناس بين الركن والمقام ، يرد الله به الدين ، ويفتح له فتوحا ، فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من بقول لا اله إلا الله ، فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو ؟ قال: من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين ” كتاب الاربعون حديثاً فى المهدى للحافظ ابى نعيم الاصفهانى رحمه الله ص 8
والاحاديث النبوية التى ذكرت بان الامام المهدى من ولد العباس بن عبد المطلب احاديث كثيرة ، لكن الاحاديث التى ذكرت بانه من ولد فاطمة هو الحديث المروى ان ام سلمة قالت قال النبى صلى الله عليه وسلم ان المهدى من عترتى من ولد فاطمة وفى رواية اخرى المهدى من ولد فاطمة.
حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” المهدي من عترتى من ولد فاطمة ” رواه ابى داوود فى سننه والطبرانى والحاكم .
وقلنا ان الحكمة والتى لا شك ان من ستفكر فيها سيجد مصداق ما اقول انه ذكر السيدة فاطمة ولم يذكر الامام على رغم انه فى هذا الوقت لم يكن للامام على زوجة سوى السيدة فاطمة رضى الله عنها ، وهو ما يحصر امر المهدى رحماً الى السيدة فاطمة رحماً ومن الناحية الاخرى ان المهدى عليه السلام ينتمى الى العباس لأن الحديث المروى عن سيدنا عثمان رضى الله عنه ان المهدى من ولد عنى العباس وفى حديث اخر ان العباس وصيى ووارثى.
اخرج ابن عساكر عن طريق الخطيب البغدادى عن ابى جعفر المنصور عن ابيه عن جده عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” العباس وصيى ووراثى ” تهذيب تاريخ بن عساكر ص 7 : 243 ، وانظر ص 253 .
ونعلم ان ميراث النبى لو كان وزع ـ الا ان الانبياء لا تورث ـ لكان الميراث وزع على سيدنا العباس وابنته فاطمة وزوجات النبى صلى الله عليه وسلم وفى هذا حكمة، يبقى الميراث فى البيت الهاشمى فى السيدة فاطمة وسيدنا العباس حتى الميراث الدنيوي يكون قد انحصر فيهما.