بداية ظهور فتن الدجال بظهور الوهابية !
29 ديسمبر، 2024
الماسونية والجمعيات الصهيونية

بقلم الدكتور : احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى
المقال السابع من سلسلة (زمن الدجال)
أكثرت كتب السنة وكتب الفتن من ذكر الفتن التى ستكون فى زمن الدجال ولسنا هنا فى معرض ذكر الاحاديث النبوية والاثار التى عددت تلك الفتن، ولسنا ندعى علماً فإنى مثل غيرى متلقى علم عمن سبقنى وهم أعلم منى وافقه ولكن جاء فى الحديث الشريف أنه (ليس الخبر كالمعاينة) فالوقت الآن ونحن على رأس الزمان نرى ونتحقق مما نقله الينا الاولون من أحاديث نبوية وآثار قصت علينا ما سيحدث فانهم وان اوتو نصيباً عظيماً من العلم ليس كمن عاش الفتنة وخشى أن يسقط بها بل وتلبست بها بعض آثارها.
والفتن ترد على اصول خمس وما زاد فهو تبع لها وترد مرة أخرى اليها:
أولها : الفتن التى ترد على الدين.
ثانياً : الفتن التى ترد على النفس.
ثالثاً : الفتن التى ترد على العقل.
رابعاً : الفتن التى ترد على العرض.
خامساً : الفتن التى ترد على المال.
وكما هو واضح هى معكوس الكليات الخمس فى الاسلام التى هى حفظ الدين ، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال.
لقد تعددت الفتن حتى شملت حياة النسان باجمعها وتداخلت تداخلاً لا يتصور وصفه من السابقين على هذا الزمان، فترى الدين فى الناس قد رق حتى صار مظاهراً ورسوماً وشكلاً فقط ، واصبح الناس تنخدع بصورة الشخص المتدين الذى ينصب نفسه اماماً لهم دون وجه حق ويستطيل على شريعة الله تعالى ويحرم ما أحل الله وينتهك ما حرم الله ويتسرع فى الفتوى ويكفر بالظن ويسفه من يخالفه ويخرج من يشاء من دين الله تعالى ان رأى او سمع منه ما لا يحسن فهمه عنه.
لقد أدى ظهور الوهابية الى تسارع الزمان ودخول الدين الاسلامى فى هوة سحيقة وأزمة عظيمة لم يتعرض لمثلها من قبل، ان القارئ للتاريخ الوهابى فى الجزيرة العربية يرى فيه العبر والعجب العجاب، ويرى ارادة الله تعالى العظيمة الفاعلة فهو تعالى “فعال لما يريد”
فمنذ خروج محمد بن عبد الوهاب عن حظيرة أهل السنة واتهامه لهم ولعلمائهم الاسبقين بالبدعة ومروراً بتحالفه مع محمد بن سعود فى 1744 م وولادة ميثاق الدرعية وقيام الدولة السعودية الاولى ثم مروراً بحرب السلطان العثمانى وواليه على مصر محمد على باشا وقائد جنده ابنه ابراهيم وحملته على بلاد نجد وهدمه الدولة السعودية الاولى ، ثم مروراً بقيام الدولة السعودية الثانية فى عام 1818 م على يد تركى بن عبد الله ال سعود وحتى سقوطها فى عام 1891 م بعد معركة حريملاء وهزيمة عبد الرحمن بن فيصل ال سعود على يد آل الرشيد فمن المعلوم ان الوهابية فى تلك الآونة من مبدأهم وحتى وقت ظهور الدولة السعودية الثالثة والتى أعلن قيامها فى 1932 ـ يعنى ما يقارب القرنين من الزمان ـ كانت فتنهم حبيسة ديارهم كلما خرجت سرعان ما تزول ـ وكلما أوقدوا ناراً للحرب أطفئها الله، لقد كانت نواياهم وخططهم واضحة وكان الجميع يعرف انهم حرورية خوارج كانت فتنهم لا تخرج عن نطاق نجد ووسط جزيرة العرب التى كان أهلها يعيشون فى تخبط وجهل وكان الكثير منهم يأكل بقائم سيفه من مغنم أخيه المسلم.
ولكن وفى العقد الرابع من القرن المنصرم ـ القرن العشرين ـ تتفجر الكنوز تحت أقدام الوهابية ويخرج النفط ويتعاقد هؤلاء مع الشركات الانجليزية والامريكية وتنهال عليهم مليارات الدولارات فيوظفون تلك الاموال فى نشر الفكر الوهابى وبثه بين المسلمين حتى صار حال المسلمين على ما هم عليه من الفرقة والشتات والهوان حتى أننا تخلفنا كثيراً كثيراً عن أشد عصور المسلمين ضعفاً فى الثلاثة عشر قرن التى تسبق هذا القرن وحتى انطبق علينا حديث ثوبان رضى الله عنه عن رسول الله ﷺ قال : ” يوشك ان تداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها ، قيل : يا رسول الله فمن قلة يومئذٍ؟ قال : لا بل انتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن فى قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت” .