التصوف عصارةُ اليقين وإكسير الحقيقة الكبرى

إعداد : أبناء مدرسة الإمام الرائد

علينا أن نُعلنَ في الناس أنَّ التَّصوف الذي ندعوا إليه ونَدين به هو : سرُّ الإسلام الفعَّال ، وصَرفُ الإيمانِ المُنتِج , الصافي من رواسب الخدع ، والبدع ، والتحريف ، والتخريف ، والتخلف عن ركب الحياة الناشطة .

فهو عصارةُ اليقين وإكسير الحقيقة الكبرى ، وهو الروحانية والربانية التي لا بد منها لحفظ الكيان الكوني العام.

هو التصوف الذي (حفظ) أسرار التشريع

(وكشف) مباهج كنوز العلاقة بالله

(وأحدث) أرقى أسلوب في الفَهم والتحقيق والتربية والحكمة والاستمداد.

وهو التصوف الذي حمى بيضة الإسلام بالقلب واللسان والسنان ، وردَّ عنه جحافل العدوان في غير مكان.

وهو التصوف الذي كافح الاستعمار والتجهيل والتبشير والتأخر.

ولا زالت في عصرنا بقيةٌ من آثاره شاهدةٌ على بعض ذلك.. في (المغرب العربي ، وإندونسيا ، وباكستان ، والسودان ، وبعض بلاد العرب)

ليتعلم ذلك مَن جَهِلَ التاريخ القديم ، وأصابه بريق الأصفر الرنان بسرطان بُغض التصوف والتجني عليه.

وهو التصوف الذي حمل صوت الدعوة المحمدية إلى مجاهل الجزر والقارات، وأرسى فيها راية التوحيد والإيمان .

وهو التصوف الذي حقق الآمال في قيام دولة مكان دولة ، واستبدال صَولة بصَولة ، وصبَّ رجالَهُ في القوالب المحمدية.

(فكانوا نماذج للإسلامية الجامعة النادرة في الإصلاح.. والإنتاج.. وإقامة أركان الحضارة والعمران).

ولا علينا أن يُسمَّى الرجلُ فيه بعد ذلك صوفيًّا أو عالمًا أو مصلحًا ، أو فيلسوفًا ، أو عابدًا ، أو قائدًا ، أو مُريدًا ، أو رائدًا  ، أو غير ذلك .
(فهو جندي محمدي على أي حال).

ولا علينا أن يسمي الناس ذلك تصوفًا أو تعبدًا أو تبتلًا ، أو غير ذلك.

أما التصوف الميري الإداري والتجاري والخرافي والوثني والتصوف الأثري ، أعني الوباء الاجتماعي والخطر الديني وبخور السياسة والاحتلال الذي تحميه الرسمية وغير الرسمية في بلادنا..

وكذلك التصوف بمعنى الإلحاد والزندقة والعبث بقضايا المنطق والفلسفة وقلق العقائد .
فهذا ما نُشهد اللَّهَ..أننا نُنكره ونَستقذره ونتعبد الله بكَبحِه ومكافحته..
{قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}.

 فضيلة “الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم”
مدرسة الإمام الرائد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *