خبر الصحيفة الصفراء
27 ديسمبر، 2024
علوم آخر الزمان

بقلم : الاستاذ الدكتور الشيخ محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان :
قصة الصحيفة الصفراء التى كانت عند ابو هاشم وهو عبد الله بن محمد بن الحنفية بن على بن ابى طالب وكانت تحتوى على وصية من الامام على بن ابى طالب الى اولاده، الا يطلبوا امر الخلافة، لان هذا الامر كائن قى بنى عمهم فى بنى العباس.
كما ان الامام على اخبرهم فيها ايضاً: انه من سيخرج فى طلب الخلافة من ولد الامام على الا سيقتل :
فقد روى فى كتاب اخبار العباس وولده (حدثني أبي أن علياً قال له: يا بني! لا تسفكوا دماءكم فيما لم يقدر لكم بعدي، فإن هذا الأمر كائن بعدكم في بني عمكم من ولد عبد الله بن عباس). كتاب اخبار العباس وولده ص 76
وبالفعل لو تابعنا التاريخ من الثورات الاولى نرى ان هذا قد حدث حيث ان كل من طلب الخلافة من ذرية الامام على كرم الله وجهه فى طلب الخلافة الا وقد قتل.
ثم انه عندما صارت الخلافة فى اخر الامر الى بنو العباس، وكلنا يعلم امر الخلافة عندما كان ابو سلمة الخلال وزير بنى العباس عندما اراد ان يغير فى امر الخلافة ويذهب بالخلافة الى ابناء الامام على بن ابى طالب رضى الله عنه ويأخذها من ابناء العباس ، عندما بعث برسالته الشهيرة الى الامام جعفر الصادق والى عبد الله بن الحسن والى عمر بن على، فكان رد الامام جعفر الصادق انه رفض ولم يقرأ الرسالة وحرقها لعلمه ويقينه بأن الخلافة صائرة الى بنى العباس ، لأنه كان لديه من العلم الموروث بهذا الامر عن النبى صلى عليه وسلم، وتابعه قى ذلك كلاً عبد الله بن الحسن والى عمر بن على.
وقد ورد فى الاثر انه عندما عقد البيت الهاشمى اجتماع فى عهد الامويين لاختيار خليفة من بينهم، عندما ظهر امر الدعوة لآل محمد فى خراسان اختار الجميع الامام جعفر الصادق للخلافة، وعندها قال الامام جعفر الصادق (ان الخلافة لن تصل اليه وانما ستصل الى صاحب العمامة الصفراء) وكان ابو جعفر المنصور يلبس عمامة صفراء فى هذا المجلس.
قال الامام الشبلى رضى الله عنه : أن بنى هاشم ارادوا ان يبايعوا محمداً وابراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى ، وذلك فى أواخر دولة بنى مروان وضعفهم ، فأرسلوا لجعفر الصادق ، فلما حضر أخبروه بسبب اجتماعهم فأبى فقالوا مد يدك لنبايعك ، فامتنع وقال : والله إنها ليست لى ولا لهما وإنها لصاحب القباء الاصفر ، والله ليلعبن بها صبيانهم وغلمانهم ، ثم نهض وخرج ، وكان المنصور العباسى يومئذ حاضراً وعليه قباء أصفر ، فما زالت كلمة جعفر تعمل فيه حتى ملكوا ” كتاب كرامات الاولياء ص 4 ـ 5
وهذا دليل على ان الامام جعفر الصادق كان لديه من العلم الموروث عن اجداده عن النبى صلى الله عليه وسلم بخصوص هذا الامر واكيد امر الامام المهدى لانه كان امراً مهماً فكان عنده من العلوم كثيراً ، لذلك الامام جعفر الصادق لديه وقفة ناصر فيها بنى العباس عندما قام الحسن المحض وابناه عبد الله ومحمد كان الامام جعفر الصادق فى صف بنى العباس وناصرهم، لعلمه ان هذا الامر صائر الى بنى العباس ولن يصل الى غيرهم، فقد كان عنده علم يقينى بهذا الامر.
فقد روى فى تاريخ ابن جرير الطبري : (أنه خرج مع محمد ـ يقصد خروج محمد النفس الزكية على الخليفة ابو جعفر المنصور العباسى ـ حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي وكان عمه جعفر ـ يقصد الامام جعفر الصادىق ـ ينهاه وكان من أشد الناس مع محمد ، ومن الذين لم يخرجوا أيضا إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وعبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي وأبوه الحسين بن علي بن الحسين بن علي) . تاريخ ابن جرير الطبري ـ 4\ 422، 227 ، 249 .
ونذكر هنا الخبر الوارد من نبأ الصحيفة الصفراء من كتاب أخبار العباس وولده :
(عن يونس بن ضبيان عمن حدثه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه سُئل عن آل العباس: هل عندهم من علم بشيء؟ قال: نعم، عندهم صحيفة صفراء كانت لعلي بن أبي طالب، وظعن الحسن، وقدم على معاوية بالشام، فتصاحب الحسن والحسين ومحمد بنو علي بن أبي طالب، فانطلق محمد بن الحنفية فدخل إلى الحسن والحسين فقال لهما: إنكما ورثتما أبي دوني، وإن لم كن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدني فقد ولدني أبوكما، ولكما لعمري عليَّ الفضل ولا كذب، أعطوني بعض ما أتجمل به من أبي فقد عرفتما حبه، كان، لي.
فقال الحسن للحسين: يا أخي، هو أخونا وابن ابينا فأعطه شيئا من علم أبينا. قال: فأعطاه الحسين صحيفة صفراء فيها علم رايات خراسان السود، متى تكون، وكيف تكون، ومتى تقوم، ومتى زمانها وعلامتها وآياتها، وأي أحياء العرب أنصارهم، وأسماء رجال يقومون بذلك، وكيف صفتهم، وصفة رجالهم وتباعهم.
فكانت تلك الصحيفة عند محمد بن علي ابن الحنفية، حتى إذا حضره الموت دفعها إلى ابنه عبد الله بن محمد، وهو الذي يكنى أبا هاشم، فكانت عنده، حتى إذا حضره الموت، وذلك عند منصرفه، كان، من عند الوليد بن عبد الملك، ومات بالحميمة عند محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فدفع الصحيفة إليه، وأوصاه بما أحب، فكانت عند محمد بن علي، حتى إذا حضره الموت أوصى بها إلى إبراهيم بن محمد بن علي وكان رئيسهم وسيدهم وكبيرهم.
وأبو هاشم هو الذي قال لمحمد بن علي، وإبراهيم ابنه، وهو ابن أربع سنين، يلعب عندهما، فقال محمد بن علي لأبي هاشم: يا ابن عم! هل لنا ولد العباس نصيب فيما يذكر من رايات بني هاشم؟ فقال له أبو هاشم: وهل هذا الأمر إلا لكم من أهل بيت نبيكم. فقال له محمد بن علي: وكيف ذاك يا أخي؟ فقال له: هل ترى هذا الغلام، يعني إبراهيم! هو صاحب الأمر، حتى إذا يكاد يبلغ الأمر، ونازله، نذر به القوم-يعني بني أمية- فيقتلونه، فيكون لك ابنان: عبد الله وعبيد الله، فيملكان ويتناسل الملك في أولادهما. كتاب اخبار العباس وولده ص 76