الخوف من الجليل عند الكرام

بقلم الشيخ / عاطف على

ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻴﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﺄﺫﻥ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ
ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﺗﻘﺪﻡ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ ، ﻭ ” ﻫﻮ ﻣﻦ ﻫﻮ ”
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻻ ﺑﺪ .. ﻭﻗﺪﻣﻮﻩ ﻹﻣﺎﻣﺘﻬﻢ
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﺳﺘﻮﻭﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، أﻏﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻘﺪﻣﻮﺍ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻬﻢ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻓﺮﻏﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻴﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﻕ ﺳﺄﻟﻮﻩ :
ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺇﻏﻤﺎﺋﻚ ﻭ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺷﺄﻧﻚ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ :
ﺇﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺍﺳﺘﻮﻭﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻥ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ : وهل ﺍﺳﺘﻮﻳﺖ ﺃﻧﺖ ﻣﻊ ﺭﺑﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﻣﺮ ﻏﻴﺮﻙ ؟!
وكان يقول رضي الله عنه :
ما أخذنا التصوف عن القال والقيل ، لكن عن الجوع ، وترك الدنيا ، وقطع المألوفات والمستحسنات لأن التصوف هو صفاء المعاملة مع الله ، وأصله: العزوف عن الدنيا ، كما قال حارثة “عزفت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت ليلي ،وأظمأت نهاري ”
ومن أقواله ايضا :
“من أشار الى آلله تعالى وسكن قلبه إلى غيره ، إبتلاه بأنواع المحن وحجب ذكره عن قلبه ، وأجراه على لسانه ، فإن إنتبه وإنقطع الى الله وحده ، كشف الله عنه المحن ، وإن دام على الركون والسكون الى غيره ، نزع الله من قلوب الخلائق الرحمة عليه ، وألبسه لباس الطمع فيهم ، فتزداد مطالبته منهم مع فقدان الرحمة من قلوبهم عليه ، فتصير حياته كمدا وموته أسفا.

اترك تعليقاً