طريق التصوف كله صدق .. فليخرج المخادعون!

بقلم: خادم الجناب النبوي الشريف
د/ محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف

من حِيَل أهل الضلال المخادعين، من متمشيخة الصوفية، في اجتذاب المريدين؛ تلطفهم في معاملاتهم، واستمالتهم بكل وسائل الاستمالة – ونفوس أكثر المريدين تميل إلى اللهو والبطالة – من ولائم وحفلات ورحلات، واختلاط البنين بالبنات، وحديث الكرامات، والرؤى والمنامات، دون تكليفهم بشيء من العبادات، أو نصحهم بترك المعاصي والسيئات!

وأمثال هؤلاء الشيوخ أضر على الطريق من أعدائه؛ لأن المريد يظن أن هذا هو طريق أهل الله، وَجْدٌ وسماع، ولهوٌ واستمتاع، لا عملٌ واتباع!

بل من الحِيَل الماكرة اليوم؛ إدخالهم على الساحات الصوفية من ليس من أهلها، بل من ألدِّ أعدائها، يُدخلونهم ليدرِّسوا للطلبة، حتى صارت معظم الساحات الصوفية ملاذا آمنا للمتطرفين من الملاحقات والمضايقات، وساعدهم على ذلك هؤلاء الشيوخ الفاتنون المفتونون أصحاب المصالح مع هؤلاء الفارِّين المتلونين!

ولقد حدثني أحد هؤلاء الشيوخ – وهو كاذب – وكان يعادي الفكر الوهابي أولا، ثم اصطلح على رجاله؛ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه يلبس الغُتْرة والشال على رأسه!

قلت له منبها على كذبه: لم يكن ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم، إنما كان هديه لبس العمامة على القَلَنْسُوَة (الطاقية)، أو العمامة وحدها، أو القلنسوة وحدها!

فما رأيتَه في منامك إن كنت صادقا؛ فهو من حديث نفسك!

ثم علمت أن له علاقات ومصالح مع بعض هولاء الرؤوس، ولا يزال إلى اليوم، والناس مخدوعة فيه، تظن أنه قطب الزمان، ومعدن العرفان!

وسيذكر التاريخ يوما أن التصوف المعاصر قد ابتلي بمن أفسده عن عمد، بمن ليس من رجاله أصلا، ولم تكن نشأته صوفية خالصة، بل طاف على كل التيارات والمذاهب، فصوروه للناس بهذه الصورة الفلكلورية المضحكة، من أخذ العهد والقبضة على الشيخ، وحمل المسابح ذات الشكل المعين، والزي الخاص بكل طريقة، والسير في المواكب، وإقامة الولائم وحفلات المديح والإنشاد في أرقى المناطق وأفخم الفنادق، والمفاخرة بمجالس الإجازات الإعلانية، والتنافس البغيض على مظاهر الدنيا، ومكايدة بعضهم بعضا، وتكثير أعداد المريدين، ورفع لواء الطريقة!

ولم يخرِّج لنا أمثال هؤلاء إلا شبابا مغرورا فارغا من العلم والأدب، متزييا بزي الصوفية، متظاهرا كشيخه بالمظاهر الرسمية، بعيدا عن الحقائق الجوهرية!

وبالله التوفيق.

الخواطر العشماوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *