كيف السبيل للوصول للسلام النفسي

بقلم الشيخ / زياد طارق الأزهرى

الإنسان يحتاج إلى النضج والوعي ليتمكن من التعامل مع الواقع، فليس كل الناس يمتلكون الإدراك الكافي لفهم حجم الأذى الذي تسببوا به، وليس الجميع قادرين على مواجهة أخطائهم أو الاعتراف بها. بل الأمر يتعدى ذلك، فغالباً ما يعتبر هؤلاء الأشخاص أن ما قاموا به من أذى هو الفعل الصحيح، وأنك أنت المخطئ لأنك شعرت بالضرر، والأسوأ أنهم قد يصنفونك كشخص سيئ إذا عبرت ببساطة عن مشاعرك وقلت: “أنا أشعر بالألم لأنكم قمتم بأفعال مؤذية.” قد يصل بهم الأمر إلى أن يعتبروا وجودك في حياتهم خطأً كبيراً ويطلقوا عليك أحكاماً قاسية!

لكي تصل إلى السلام النفسي، يجب أن تدرك يقيناً أن هؤلاء الأشخاص المؤذيين لن يعتذروا أو يعترفوا بخطئهم أبداً، لأنهم يتبعون مبدأ فرعون: “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.” لذا عليك أن تتقبل حقيقة أن الحياة فرضت عليك التعامل مع هذا النوع الغبي من الناس.

ومن أجل أن تحقق النضج الذي يقودك للسلام النفسي، عليك أن تتجاهل أحكام الآخرين، وخصوصاً هؤلاء المؤذيين. فهم سيتسببون لك بالأذى، ثم يحكمون عليك بأنك فاشل، أو مريض نفسي، أو حتى مجنون! فلا تأخذ أحكامهم على محمل الجد، لأنها صادرة من أشخاص ليسوا مؤهلين للحكم على أحد، وبالتالي لا قيمة لهذه الأحكام.

ربما ينطبق على هؤلاء وصف “الغارقون في نعيم الجهل”، أو كما يقول عوام المصريين: “المجانين في نعيم.” وقد تحدثت عن هذا المفهوم في منشور سابق قد أضع رابطه في التعليقات.

الخلاصة أن الهدف الأساسي من هذا الكلام هو مساعدتك في الوصول للسلام النفسي الذي يجعلك في أفضل حال. فلا تنسونا من دعائكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *