ابو بكر الصديق رضى الله عنه

بقلم الاستاذة : إكرام قشقـش

عندما نتكلم عن العظماء الذين حسنت نياتهم في خدمه الانسان ان نوفيهم حقهم من التوقير وان نرفع صورهم الى مكان التجلى لن نوف العظماء من التوقير حقهم .
سيدنا ابو بكر الصديق هو الخليفه الاول في التاريخ اسمه ابو بكر والصديق والشهره عتيق وعبد الله .
عرف بالعتيق لجمال وجهه اي الجوده في كل شيء وسمي بالعتيق لان امه لم يكن يعيش لها ولد فاستقبلت الكعبه وقالت اللهم ان هذا عتيقك من النار فهبه لي فعاش فعرف باسم العتيق .
سمي بالصديق في الاسلام لانه صدق النبي صلى الله عليه وسلم .
ولد ابى بكر الصديق في السنه الثانيه أو الثالثه من عام الفيل اي انه اصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بنحو سنتين . ودود كريم لا يصف لا يبخل بماله وجاهه في سبيل الكرم والسخاء ذو مروءه فلا يتكلم الا ان يدعوه داعي الى قول خير . اشتهر بالصدق في الجاهليه والاسلام فكان ضامن من قريش المقبول الضمان لا يعد أحدا الا وفى .
كان الصديق اول خليفه قام بالحكم الاسلامي بعد عهد النبوه .
تزوج ابو بكر الصديق في الجاهليه بزوجتين وزوجتين في الاسلام منهم :ـ
ـ ام رومان وهي ام ولديه عبدالرحمن وعائشه .
ـ حبيبةبنت خارجه التي مات عنها وهي حامل فولدت بعد موته ام كلثوم

ـ قتيله بنت عبد العزى , انجبت اسماء وعبد الله .
ـ واسماء بنت عميس التي انجبت محمد.
اسلم على يديه أكابر القاده في الإسلام كعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحه ابن عبيد الله وسعد بن ابي وقاص وعثمان بن مزعوم وابو عبيده بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عبد الاسد .
وكان يشتري ما شاء من العبيد ليعتقهم فمنهم بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان شجاعا سواء شجاعه الراي وشجاعه القتال فلما اسلم لم يبالي ان يعلن اسلامه وأن يجهر بصلاته ودعائه ولما وجب القتال كان هو اقرب المقاتلين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل غزوه .
ومن يقظه الضمير في انه لم يطق يطق ان تستقر فى جوفه لقمه يشك في مأتاها .
لقد عاش ابو بكر ما عاش مؤلفا لقومه محبا محبوبا في ممن حوله رحيما بالغرباء فضلا عن الاقربين والابناء ابي بكر الصديق
اتى ابو بكر الصديق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يساله يا ابا القاسم ما الذي بلغني عنك فساله النبي وما بلغك عني يا ابا بكر قال بلغني انك تدعو الى توحيد الله وزعمت انك رسول الله قال نعم يا ابا بكر ان ربي جعلني بشيرا ونذيرا وجعلني دعوه ابراهيم و أرسلني الى الناس جميعا فما ابطأ ابو بكر ان قال والله ما جربت عليه كذبا وانك لخليفه بالرساله وانك لخليق بالرساله لعظمه امانتك وصلتك لرحمك وحسن فعالك فكان اول من اسلم من الرجال واصبح الاسلام عند تلك اللحظه دينا عند ابي بكر

وفي يوم اشار النبي ان يجتمعوا في المسجد ليجهروا بالدعاء فلما وقف ابو بكر في المسجد يدعو الى الله ورسوله وثب عليهم المشركين المشركون يضربونهم ويؤذونهم وتصدى عتبه ابن ابي ربيعه لابي بكر فجعل يضربه بنعليه حتى ورم وجهه ولما سمع اهله من بني تميم فاقبلوا يتعادون المشركين عنه ثم حملوه في ثوب الى بيته وما يشك في موته احد وصاح منهم صائحون في المسجد والله لقد مات ابو بكر لنقتلن عتبه ثم احاطوا به يكلموا حتى افاق وأجاب فكان اول ما فاء به وهو في تلك الحاله ماذا فعل رسول الله وأبى ان ياكل او يشرب حتى يعلم ما فعل رسول الله ولم يكفه ذلك حتى يراه بعينه وكان في دار الارقم بن ابي الارقم وأحب أن يذهب اليه وكانت امه ممانعه في خروجه وهو بتلك الحال فاصر لا يذوقن طعاما ولا شرابا او يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رق الرسول لصديقه وصفيه رقه شديده فقال الصديق الصفي ( بأبي انت وامي يا رسول الله ) ولبس بين المشركين يستهين بالخطر على نفسه ولا يستهين بخطر يصيب النبي صلى الله عليه وسلم فاذا راه فيدخل بينهم ويصير ويصيح بهم ويلكم اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله واخذو يضربونه ويجذبون عن شعره فلا يدعونه الا وهو في صريع
ولما اذن له النبي في الهجره الى الحبشه بعد ان ابتلى به من عنت المشركين غضب لرحلته الاكرمون من القوم ولحق به ربيعه بن فهيم المعروف (بابن الدغنه ) فقال له ان مثلك يا ابا بكر لا يخرج ولا يخرج (انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكلب وتقري الضعيف وتعين على نوائب الحق ) فانا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك .

وطاف ابن الدغنه عشيه في أشراف قريش يبلغهم انه اجار أبا بكر فعرفوا له جواره وقالوا له فليعبد ربه في داره او يصلي فيها ويقرا ما يشاء ولا يؤذينا ولا يستعلين به فانا نخشى ان يفتن نساؤنا وابناؤنا .
الا ان ابا بكر بنى في فناء الدار مسجدا يصلي فيه ويرتل القران ويستمع له النساء والأطفال فيجتمعون اليه منهم من يسخر ومنهم من من يعجب ويسال عن الخبر ففزع المشركون وطلبوا من ابن الدغنه ان ينهاه او يسترد منه ذمته فأبى ابو بكر ان ينتهي عن الجهر بالصلاه والقراءه فقال لإبن الدغنه فاني ارد اليك جوارك وارضى بجوار الله عز وجل .

وبقي بمكه طوال مقامه بها يعمل لدينه ولا يعمل لنفسه الا ما ليس عنه غنى من طلب المعاش وظل يدعو الناس وكان يتعرض للاذى فلا يعنيه ان يتقيه كما يعنيه ان يقي منه النبي وسائر المسلمين فكان ابو بكر يعين الفقراء ويعتق الموالي الذين ينالهم العقاب في سبيل الدعوه ويحمل المغارم ويهيئ لمن اراد الهجره .
وتلقى ابا بكر الاذن بالهجره كما يتلقى البشاره بالسلامه قالت ابنته عائشه رضي الله عنها ما شعرت قبل ذلك ان احدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي حين اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبته .
وشاوره النبي صلى الله عليه وسلم في اسرى بدر فقال ( يا بني الله هؤلاء بنوا العم والعشيره والإخوان واني ارى ان تأخذ منهم الفديه فيكون ما اخذنا اخذنا منهم قوه وعسى الله ان يهديهم فيكون لنا عضدا )
سئل النبي يا رسول الله اي الناس احب اليك قال عائشه قال انما نعني من الرجال قال أبوها ( ما احد اعظم عندي يدا من ابي بكر واسانى بنفسه وماله وانكحنى ابنته )
ومما اثر عن ابي بكر الصديق من اقوال تتسم بالقصد والسداد وتتسم بالبلاغه وحسن التعبير كقوله :-
– احرص على الموت توهب لك الحياه .
ـ أصدق الصدق الامانه واكذب الكذب الخيانه .
ـ الصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله .
ـ اذا فاتك خير فأدركه وان ـ ادركك فأسبقه .
مات ابو بكر الصديق وهو صاحب الدعوه الثانيه في الاسلام فكان الثاني حقا بعد النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء من قبول الاسلام الى ولايه أمر الإسلام الى تجديد دعوه الإسلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *