التصوف بايجاز هو سلوك طريق الحق للحق بالحق

بقلم / المفكر العربى : خالد ابو الروس

شهادة لله

بداية أقول :

( التصوف بايجاز وكما استنبطته من خلال قراءاتى المتنوعة فيه، هو سلوك طريق الحق للحق بالحق، والهدف هو تطهير النفس وتزكيتها للقرب أكثر من الله ومعرفته حق المعرفة ..

الدليل الشرعي من القرآن الكريم :

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين .

الدليل الشرعي من السنة المطهرة :

( ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ) .

الموضوع

والله وبصرف النظر عن الخلافات القائمة، إلا أننى ما وجدت أطيب من هؤلاء المتصوفة وتواضعهم وأخلاقهم الكريمة، وتعابير وجوههم السهلة السمحة، والتى ( والله أعلم ) إن دلت على شيء فإنما تدل وتنم عن نفس صافية ونية طيبة، ثم وانعدام اللؤم والخبث فيهم، والتكبر والغرور، هذا بخلاف بعض التيارات الإسلامية الأخرى التى خبرتها فى عمومها، وليس فى خصوصها حتى أكون منصفا ، فلكم آذونى وأرهقونى بلؤم طبائعهم، وتخشب ملامحهم، وسوء ظنهم بالمسلمين، ثم وتحجر وقلة عقولهم وسطحيتهم فى تناولهم الأمور الدينية، وإنزالهم الفروع منزلة العقائد، والحمل دوما على تكفير الآخر أو تشريكه إذا لم ينضوي تحت لواءهم مع خطورة هذا الأمر جدا ، ثم وعنصريتهم البغيضة على معنى : إن لم تكن معنا فأنت بالضرورة علينا بعكس المتصوفة الحقيقيون أمثال هذا الشيخ الذى يظهر لى _ بدفاعه فى ظهوره الأخير على إحدى القنوات عن التصوف ورجاله _ كريما طيبا متواضعا ..

دمث الخلق عف اللسان غير متأنق بالكلام على الخصوم أو الحضور ، غير متهكم أو متضاحك فى علو وكأن لديه علم الأولين والآخرين، كالمدعو السلفى الشيخ سمير الذى رأيته في إحدى فيديوهاته يضحك فى عنجهية لامزا متهكما متقولا على من يحتفلون بالمولد النبوي قائلا أقوالا لم تصح عنهم كاتخاذهم المولد عيدا واتخاذهم أعياد أخرى كعيد الحب وعيد الميلاد وعيد شم النسيم وعيد الحديد المصدى ( هكذا فى عنجهية وكبر وتهكم )

وهذا والله لم يحدث على الاطلاق أن سمعت أحدا من المتصوفين الحقيقيين يعتقد بتسميتها أعياد ، ولكنه خلط الاشياء ببعضها فى سبيل حب الظهور دوما بالتقول والكذب على الآخرين .

أما المتصوفة الحقيقيين كما عرفتهم وقرأت عنهم وغيرهم أيضا من علماء الأزهر الحقيقيين هم الذين لديهم تفقه فى نفوس الناس، والحمل دوما على تعذيرهم واسداء النصح لهم، وأخذهم باللين والرحمة والكرم والوداد وإحسان الظن بهم، بل واعتقادهم وإشعارهم بأنهم ربما يكونوا أفضل منهم عند ربهم .

وأخيرا فإنى أناشد أسيادنا العلماء فى الأزهر الشريف وشيخه الطيب وهيئة كبار العلماء فيه، أن يقوموا من فورهم، وينهضوا من قعودهم، ويقفوا وقفة صادقة لصد ونزع فتيل ويلات هذه الفتن التى تجوب أفق بلادنا الإسلامية والعربية لضرب الصف المسلم، من أناس غير مسؤولين؛ مغرضين مجندين لهدم هذا الدين المتين وعلومه وأعلامه، وتوضيح أمر جميع التيارات والجماعات : صواب هى أم هى على خطأ، ومن من نأخذ العلم الشرعى على وجه التحقيق، ثم وتعليمنا أمر عقيدتنا الإسلامية من جديد، وما هو الأصل فيها وما هو الفرع ، وكيفية التفريق بين العادة والعبادة ، والمستحدث الحسن من الأمر، والبدعة فيه، حتى نلتف جميعا حول معنى كلام ربنا : بسم الله الرحمن الرحيم ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) صدق الله العظيم .

ومعذرة للاطالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *