
سلسلة مقالات : سيدى عمران بنأحمد عمران الأزهرى الشاذلى المالكى
عمدت الى تنبيه أهل الوقت وايقاظهم من غفلتهم حيث استحكمت فيهم بما يصعب معه اقتلاعه، واشتد بهم البلاء وعظم على مهرة الناصحين أمره، رأيتهم تركوا الهدي فأصبح المهتدى بينهم غريباً، وأعرضوا عن سنن الهداة فأضحى سالكه بينهم مرمياً بأذاهم حزيناً كئيباً.
أقبلوا على دار الرحيل وهو عين الغرور، وأعرضوا عن دار القرار وغرهم بالله الغرور، تركوا سنة سيد الانام ورموها ظهريا، وأتوا افعالا وابتداع كان الدين من جميعها برياً، وكنت في وسطى الذي أنا فيه الآن لا يسعني الا شديد الاغتمام، ولا تجر لي مشاهدة المنكرات الا آلاما فوق آلام.
وكنت اذ ذاك أسطر على ما أراه بعض الأساطير، مع أنى أشدد عليهم في النكير، حتي رأيت الامر لم يقتصر على الجاهلين، بل جر بأذياله الكثير من العالمين، والكل عن هذه المفتريات سكوت، وقد تفاقم البلاء حتي صح للمؤمن أن يسأل الله أن يموت، وأصبح الأمر كقبض على الجمر، ومعالجتهم أثقل من نحت الصخر، وسأذكر كثيراً من البدع مع ايراد ما ورد من الكتاب أو السنة حسب اطلاعي وما وصل اليه قصير.
وستتوالى المقالات ان شاء الله حافلة بمشهور بدع الوقت التي أوردت قاتليها المهالك، ولم يبلغني أن أحدا سبقنى بمثله، ولو كان ذلك لما دخلت فيما لست من أهله الا متفرقات لبعض المتقدمين أو المتاخرين، خصوصاً وابتداعات العصر التى تزري بالدين.