المعاني والأسرار في إستلام الحجر الأسعد وتقبيله
1 يونيو، 2025
منبر الدعاة

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
عزيزي القارئ لازال الحديث عن معاني وأسرار مناسك وشعائر الحج والعٌمرة
وحديثنا اليوم عن المعاني والأسرار في إستلام الحجر الأسعد وتقبيله .
ولازال الحوار قائم مع شيخي وأستاذي العارف بالله تعالى سيدي الشيخ البيه رضوان الله عليه ، سألته عن سر إستلام الحجر قبل بدء الطواف وتقبيله ؟
فقال: إن سر إستلام الحجر وتقبيله سرٌ عظيم لا يعرفه إلا أهل السر من أهل ولاية الله تعالى ، وهو سر من علوم المعارف التي يتجلى الله تعالى بها من مشكاة العلوم اللدُنية المفاضة منه عز وجل والمشار إليها بقوله سبحانه في تعريفه للعبد الصالح سيدنا الخضر رضي الله عنه لسيدنا موسى عليه السلام .قوله ” عبد من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما “
هذا وأما عن سر إستلام الحجر وتقبيله هو تجديد العهد والإقرار الذي أخذه الله تعالى على أرواح بني آدم .
فقلت له : شيخي ما علاقة العهد والميثاق الذي أقرت فيه الأرواح بربوبية الله عز وجل بتقبيل الحجر ؟
قال : بعدما خلق الله تعالى أبو البشر أبينا آدم عليه السلام مسح بيد القدرة الإلهية على ظهره فإستخرج أرواح ذريته وأقامها في حضرة الشهود وتجلى عليها سبحانه بأنوار صفات ربوبيته سبحانه واشهدها ذلك فأقرت الأرواح بربوبيته سبحانه وتعالى .
ولقد أشار عز وجل إلى ذلك بقوله ” وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين “
وقد كتب هذا العهد والميثاق بيد القدرة الإلهية بقلم النور على صحيفة نورانية ألقمها الحق عز وجل الحجر قبل أن ينزله إلى الأرض .
فمن هنا يتجلى لنا سر إستلام الحجر وتقبيله فهو بمثابة تجديد العهد والميثاق والإقرار بربوبيته سبحانه ..
هذا ويكفي الإشارة إليه عند إستقباله وبدء الطواف إتقاءا للزحام والدفع والمُشاحنة .. هنا كان سؤالي التالي وهو عن سر الطواف من الجهة اليسرى من الجسد وسر عدد الأشواط السبعة.. هذا ما سوف نتحدث عنه في المقال التالي بمشيئة الله تعالى.