الأدب وعلاقته بالكون فى ( القران الكريم )

بقلم فضيلة الشيخ : حسن رجب البهنساوى

نقدم للمجتمع نوع جديد من أنواع السلام وهو (الأدب )

★ عزيزى القارىء
لقد رسم القران فى خلال تعبيره عن الاغراض الدينيه المختلفة عشرات من النماذج الإنسانية فى القصه وغير القصه ، رسمها بسهولة ويسر واختصار ، فما هى إلا جملة أو جملتان حتى يرتسم النموذج الانسانى شاخصا من خلال اللمسات وينتفض مخلوقا حيا خالد السمات .

★.ولكن الابداع الأدبي فى القرآن جعل هذه النماذج أبدية خالدة تتخطى الزمان والمكان وتتجاوز القرون والأجيال ، وهذا هو المثل الأعلى للأدب .

★ عزيزى القارئ ؟
استمع الى صوت السماء تدعوك فى رفق ورحمة إلى القران والبيان والكون والقسط ، استمع الى مفتتح سورة الرحمن حيث يقول الله تعالى .
( الرحمن * علم القران * خلق الانسان * علمه البيان * الشمس والقمر بحسبان * والنجم والشجر يسجدان * …. )

★ تدور جميع الاداب حول الإنسان والكون ، الإنسان بآماله وآلامه ، بماضيه وحاضره ومستقبله ، بكل ما يتطلبه لكى يعمر هذه الأرض ، لأن عمارة الأرض لا تحتاج إلى الطاقات الماديه وحدها ، بل تحتاج إلى الطاقات المعنوية كذلك ، والأدب مصدر خصب للطاقات المعنويه .

★ عزيزى القاريء
كما يدور الأدب حول الإنسان فإنه كذلك يدور حول الكون ، أرض وسماء ، الأرض وما حوت والسماء وما فيها

فالاديب البارع هو الذى يستطيع أن يتغلغل فى أعماك النفس البشريه فيصورها تصويرا صادقا بكل ما فيها من صراعات ونزاعات وميول .

ومما لا شك فيه أن قدرته على التصوير تتوقف على خبرته بالنفس الإنسانية ومعرفته بها ، كما أن قدرته على تصوير الكون تصويرا فنيا تتوقف على معرفته بالكون وإدراك أسراره ، هذا هو الاديب العبقرى ٠ وهو أيضا ايه من ايات الله

ومهما أدرك الإنسان وعرف ، ومهما احس وشعر وتذوق ، فإن الكمال لم يخلق للإنسان ولم يخلق له الإنسان .

★ ومن هنا سيظل علم الانسان قاصرا ، وادراكه قاصرا ، وشعوره قاصرا ، وبالتلى نقله عن أخيه الإنسان وعن وطنه الأكبر ، الكون سيظل نقله الفنى وتعبيره الأدبي عن الإنسان والكون دون الكمال مهما أبدع وأجاد ، لأن علمه قاصر ووجدانه قاصر
فالكمال كله لله قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )

★ ★ فالكون كله يسير فى حالة ادب مع خالقه وهو الله عزوجل
فهل رأيت نزاع بين السماوات السبع وبعضها وبين الاراضين السبع وبعضها حول من فيهم يسبق الآخر أو يحتل مكان الآخر أو رأيت نزاع بين الشمس والقمر أو النجوم وبعضها حول من يسبق الآخر ويحل مكانه أو رأيت نزاع بين الجبال وبعضها حول من يدمر الآخر ليحل محل الآخر

★ هل رايت او سمعت عن الساده الملائكه أنهم تنازعوا مع بعضهم ليحل البعض منهم محل الأخر أو رأيت أو سمعت أن نبي من الأنبياء حقر فى نبي اخر مثله ليكون هو الافضل فى نبوته عند قومه بين البشر ، لم يحدث هذا اطلاقا

★ اطلاقا لم نرى نزاع بينهما فالكل يعمل فى ادب وصمت

★ بعكس الإنسان الذى خلق الله له الكون كله لخدمته فنراه يستحل ويتنازع ويكثر الصراعات بينهم البعض كى يحل الاقوى مكان الضعيف ويشوه الجاهل العالم ليحقر من مكانته العلميه بين المجتمع لاظهار فكره الخطأ وكذا يصارع الاخ أخاه والجار جاره ، والسلطات فى العالم مع شعبها وهكذك .

★ هكذا يعرف الانسان مكانته فى المجتمع الدنيوى ، فعلينا أن نتحلى بالادب مع المجتمع ، مثلما يتحلى الكون مع خالقه بحسن الأدب ومثلما تحلى الانبياء مع الله

ف الأديب ليس كلمه تجرى على اللسان بينما الأدب عنوان الإنسان

اترك تعليقاً