تتزاحم الأزمات ليتباري المتنافسون في إيجاد الحلول لمختلف الأزمات الاقتصادية والسياسية ، وشتي أنواع الأزمات التي يسهل السيطرة عليها من خلال الخبراء والمخططون الأكاديميون المخصصون ، ولكن الأزمات الأخلاقية تحتاج إلى جهود جموع المجتمع ،لأن المجتمع نسيجا واحدا ، وفساد جزء يؤثر تأثيرا سلبيا علي المجتمع ، فلا يعيش كلا منا في معزل عن نفسه بل يعيش مندمجا مع المجتمع يتأثر به ويؤثر فيه .
فالأزمات الأخلاقية نابعة من التنشئة لذا تحتاج إلى الأسرة في غرس القيم منذ النشئة الأولي ، والمدرسة ودورها الفعال من خلال المنهج والمعلم الذي يكمل دور الأسرة في التأكيد على مكارم الأخلاق ، فالمدرسة تعلب دورا هاما في التربية وغرس القيم والمفاهيم من خلال المناهج الدراسية والقدوة التعليمية ، من يستطيع أن ينسي مواقف التعليم الأولي بل ثابته في ازهاننا بكل أحداثها وتظل تؤثر تأثيرا كبيراً في حياتنا ، والإعلام الذي يرسم ثقافة المجتمع ويتخذ منه الملامح الرئيسية في التقليد ، والممارسة وتكوين المفاهيم والقناعات عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تبعث أفكارها منها ما هو موجه لمعالجة أفكار معينة ، ومنها ما يبرز قيم المجتمع .
إن الأزمة الأخلاقية التي تطل أحيانا بوجهها معلنة عن احدي الظواهر التي تتطلب الدراسة ووضع خطط المواجهة على كافة المستويات تتطلب منا التأكيد على القيم الدينية ، كفانا تصدير ميديا تدعو إلي الهدم الأخلاقي ، وتدعو إلى بث الأفكار المسمومة بين أبنائنا تفتح أزهانهم علي الفساد الأخلاقي ، وتؤكد في نفوسهم أسطورة الفتونة وترند الكلمات المفسدة .
أين تاريخنا العريق الحافل بالنماذج المشرفة التي تصلح أن تكون القدوة الحسنة الحقيقية ، عمل نبيل وشجاعة بطل ومكارم أخلاق فكل الأديان السماوية والقيم الإنسانية تدعو إلى مراقبة الله في أفعالنا ، تدعو إلى مكارم الأخلاق وان أفعالنا محاسبون عليها من الله قبل مواجهة المجتمع بها فإن علينا التمسك بقيم الأديان السماوية التي تدعو إلى المحبة والإنسانية والسلام ومكارم الأخلاق
فإننا في هذه الحياه التي نحياها ليس مخلدون ولكننا راحلون محاسبون فلما نقدم علي غضب الله وإفساد قيم المجتمع علينا ان نتمسك بأخلاقنا التي أبهرت العالم قديما نجدة الملهوف والإنسانية والكرم والايثار هذه القيم هي التي تعلي من قيم الافراد والجماعات وتفتح آفاق النقاء والتماسك المجتمعي .
ان البعد عن التأويل والإشاعات وتناقل الكلام والأحاديث بما يعكر من صفو العلاقات .. ان الاحترام والخجل وأهمية التمسك بأسس العلاقات السوية التي تعلي قيمنا الإنسانية وأننا نعلم ان ما نفعله بغيرنا مردود الينا ، فالحياة دائرة وعدالة الله ناجزة ، نبعد أنفسنا عن الظلم وعدم التقدير وسوء الخلق نكون على يقين ان أنفسنا محاسبون عليها فلا نظلمها بجلد الذات ، ونرضي ونحمد أقدار الله بعد أن نفعل كل ما لدينا من إمكانيات نسلم الأمر لله وندرك أن اختيارات الله افضل اختيارات لنا .
فالرضا والقناعة من أهم أسس السعادة ، ولندرك أهمية الاوطان ونحفاظ عليها ونعلم أن الأعداء فشلوا كثيراً في المواجهات المباشرة فراحوا إلي حرب أخطر من كل حروب حروب الاشاعات حروب إفساد الاخلاق وتصدير عادات أخلاقية تساعد في إفساد قيم المجتمع حتي يسهل انهياره وبالتالى السيطرة عليه .
فماذا يعني مجتمع متاكل بلا أخلاق يفقد الثقة في نفسه ومجتمعه إلا ضياع وانهيار ، وهذا ما يبحث عنه أهل الشر إفساد المجتمع وبث الاشاعات التي تساعد على بث الفرقة بين أبناء المجتمع لقد أصبحت المواجهات العسكرية المباشرة مكلفة وغير مضمونة النتائج ولكن الخطط الشيطانية في بث الفرقة وإفساد الأخلاق حتي يضيع الاحترام وينهار المجتمع بعد ان تتفشي الرزيلة وتضيع القيم الإنسانية علينا ان ندرك خطورة ذلك سريعا ونعد جميعنا خططا متكاملة حتي تعيد ابنائنا إلي المسار الصحيح فيصبح مجتمعا يبني على البناء الحقيقي للإنسان فلا تبهره ملامح الموضة الكاذبة ولا الألفاظ الجارحة ولا التصرفات الحارقة بل يعود إلى الكرم والجود والأخلاق الحميدة التي تدفع بالعلاقات الاجتماعية إلي التميز الحقيقي والاحترام والثقة بين الجميع فلا تفتح ابواب الشيطان علينا ويطل علينا بوجهه القبيح يزين المحرمات ويدخلنا سريعا الي منحدر خطواته ووساوسه أن الرجوع الى الله. وتعاليم الأديان السماوية والقيم الإنسانية والأخلاقية تساعدنا على الشعور بالأمان والاستقرار النفسي والمجتمعي حفظ الله شبابنا من كل سوء وقيم مجتمعنا الراقية النقية التي توارثناها عبر العصور حتي ننهض النهوض الحقيقي وتنهض بلادنا وأمتنا العربية