الجنة هبة الله للأمة المحمدية

بقلم الداعية الشيخ : أحمد صقر 

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :

يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : “كل امتي يدخلون الجنة” (حديث أبو هريرة بالبخاري )

ومعلوم انه منذ عصر النبوة الخاتمة والى قيام الساعة أن الجميع محسوب على هذه الامة بكل من فيها من إنسيّ وجنيّ ، مسلموها وغيرهم ، الجميع من تلك الامة و “كل امتي” اشارة ان جميع الامة او اكثرها سيدخلون الجنة

ولم يكن هذا بفتوة الداخلين او بمراكزهم ومناصبهم او بحسبهم ونسبهم ، ولا باموالهم لكن هذا نظير التضحيات الخالصة ، والعمل الذي يستوجب رحمة الله تعالى ، لان دخول الجنة ذلك في المقام الاول من رحمة الله تعالى على السعداء وحدهم الذين اطَّلع الله على قلوبهم فوجدها اطيب القلوب واطهرها فشرحه فقبلت السير نحو الهدي النبوي الشريف ، وعلى صراط الله المستقيم  رافعين لواء الحق بعزة وناصرين سنة نبيهم بالحب والرضا

فالجنة سلعة الله ، وبالمقابل من “اطاعني دخل الجنة” هذه الجنة التي فيها النعيم الدائم المقيم غير المنقطع فيها قطف الثمار ، وفض الابكار ، وفيها انهار من عسل وخمر ولبن وماء غير آسن ، فيها المسك والزعفران ، {…وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون…} الواقعة 20 :21

فيها “ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر” من حديث أبى هريرة البخاري ، الجنة فيها رسول الله ، اخي القارئ هل تدرك اي معنى الجنة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!! الجنة سقفها عرش الرحمن ، هل تعلم ما معنى ذلك؟!! اللهم لا تحرمنا النظر الى وجهك الكريم ، ولا تحرمنا من شرف صحبة النبي ومزاحمتهِ على الحوض وفي الجنة امين

الجنة فيها كل ذلك بصفة الدوام ، “يا اهل الجنة” خلود بلا موت” هنا يتعجب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم تستوعب عقولهم اي رشيد هذا الذي يأبى!!! “ومن يابى يا رسول الله” فمن هذا الذي يعرف قدر الجنة وما فيها ويمتنع عن دخولها؟!!

ولان الصحابة رضي الله عنهم يعرفون ما هي الجنة ، وما فيها ، ولا يتخيلون ان هناك صاحب عقل ورشد يحرم نفسه من كل هذا ، فمن هذا الذي لا يقبل بالجنة منزلا !!! من هذا الذي لا يقبل ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم جاره او في صحبته بالجنة!!! من ذلك الانسان الذي فقد عقله ورشده بل وجميع مشاعره واحاسيسه حتى بعد ان علم ان الجنة فيها وجه الله الكريم ويأبى دخولها ولا يقبل بها سلعة!!!

ان هذا الرجل اخي القارئ الكريم لهو المغبون بحق المضحوك عليه ، فقد عقله وخسر دينه وآخرته ، لهو المحروم بحق حقيقة السعادة ، ذلك الذي يستبدل منهج النبي صلى الله عليه وسلم بمنهج اجنبي ، الذي لم يسعه طريق الهدي والهدىٰ ، وشرف الانتساب لهذه الامة التي عنوانها الوحيد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبه تعرف هذه الامة ، الذي من تمسك بحبه واتباعه كان من السعداء ، ومن استبدلها ما نال سوى الخسران والخزلان المبين ، والضعف والهوان ، والاستعباد ، فلا طريق ولا منهجا يُقَوِّمه ، ولا راية له يرفعها ، ولا شرف ينتسب اليه ، ولا مقدسات يعتز بها ، ولا دنيا له باقية ، ولا آخرة بها يفوز ، وفوق كل ذلك يتكالب عليه أحقر الناس واجبنهم ، واقلهم شأنا ومكانا وعددا ، ويقسمون بينهم مدخراته ، ويسلبون منه اوطانه ، ويهتكون عرضه ، ويسخرونه واولاده لخدمتهم ، فيجد نفسه كالأتان(انثى الحمار) المربوطة بالدوارة (الساقية) ، معصوم العينين ، ولا مخرج له من ذلك الوحل والعار غير مسلك واحد ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾آل عمران: 32
وهذا يتبين في اجابة نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم “من اطاعني دخل الجنة” ذلك هو فقط الذي قبِلَ بسلعة الله “الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة” ، اما ذلك المعتوه فاقد الوعي ، ومسلوب العقل ، فيكفيه عقابا انه خارج الجنة “ومن عصاني فقد ابى” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *