المخرج والملاذ الآمن
11 أبريل، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم الدكتور : محمد محمد هيكل
إستشاري تطوير الذات والعلاقات الإنسانية والتخطيط الإستراتيجي للموارد البشرية..
في ظل هذا الألم الذي أصبح يعتصر قلوبنا ويقض مضاجعنا من هول وشدة المجازر التي يذبح فيها أبناء وطننا العربي كل لحظة دون تفرقة بين طفل وشيخ أو إمرأة ورجل، ربما أن ما يؤلمنا أكثر من مشاهدة أشلاء الأبرياء، هو شعورنا بالخزي والعار لعجزنا وضعفنا وقلة حيلتنا عن مساعدتهم حتى ولو بشربة ماء..
مجازر لم يعرف التاريخ لها مثيل إلا في بلاد العرب والمسلمين، في ظل كل هذا نبحث جميعًا عن المخرج والملاذ الآمن حتى نفر إليه.
ولكن كيف نصل إليه ولدينا كل هذا الكبر والتعنت والإصرار بألا نستخدم أسلحتنا التي منحنا الله إياها حتى نكون في مقدمة الأمم.
إن المخرج والملاذ لنا كعرب ومسلمين من كل هذا الألم وهذه المذلة يكمن في هذه الآية الكريمة والتي تعد سلاحًا فتاكًا كان سببًا رئيسًا في تفوق المسلمون الأوائل وقيادتهم للأرض بمن عليها.
يقول عز وجل في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) صدق الله العظيم 103 سورة آل عمران
وحبل الله هو القرآن الكريم والإعتصام هو اللجوء و الإحتماء به..
القرآن الكريم هو المظلة التي نحتمي تحتها من أي عدو وعدوان مهما كانت شدته وقوته بل هو سلاح النصر المبين.
لقد هجرنا القرآن فهمًا وتطبيقًا نقرأ بلا فهم وإن فهمنا لا نطبق.
بل ذهب الكثيرون منا لأبعد من ذلك وهو التفسير حسب الهوى ومصالح الدنيا، حتى أصبحنا نرى طفلًا مبتدور الساق إثر لُغم أرضي لم يزرعه العدو بل زرعه أبناء وطنه، أصبحنا نرى قتلى بلا ذنب ودماء وأشلاء تملأ الشوارع في معظم بلداننا العربية بأيدي إخوانهم لا بيد العدو، أصبحنا نشم رائحة الخونة يزرعون الحقد والغل والكراهية ويضعون أياديهم النجسة في أيادي أعدائنا لتدمير دول عربية أخرى.
رغم أن أعداء هذا الدين قد أعلنوها خطة واضحة صريحة وبكل جرأة وتبجح بأن هدفهم المنشود والذي يسيرون بكل قوة وثبات نحو تحقيقة، هو قتل وتشريد العرب والقضاء عليهم واحتلال أوطانهم ولا يكترث العرب لهذا، بل يساعدونهم نحو تحقيق هدفهم..
لقد عٌميت بصائرنا فأصبحت أسلحتنا موجهة لصدور بعضنا البعض وأموالنا نخزنها في جيوب أعدائنا.
نحتمي من بعضنا بأعدائنا.
إن كنا نبحث عن ترياق يشفي صدورنا من كل هذه الطعنات ويداوي قلوبنا من جراح الذل وألم الضعف والهوان، فعلينا الإعتصام بحبل الله المتين وألا نفترق أبدًا علينا أن نجتمع ونحتمي تحت مظلة القرآن الكريم بفهم وتطبيق لأوامر الله عز وجل ولنخرج الدنيا بكل ما فيها من قلوبنا لتعود إلينا بصائرنا من جديد، حتى يخشى منا العدو وتجف دماء الأبرياء وينتشر الحق والعدل من جديد.