رشق القطارات.. جريمة تهدد الأرواح ومخالفة شرعية تحتاج إلى وقفة مجتمعية

في إطار حملة “صحح مفاهيمك” التي أطلقتها وزارة الأوقاف المصرية بقيادة معالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور/ أسامة الأزهري – حفظه الله – والسيد صاحب الفضيلة معالي الدكتور/ ياسر غياتي وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية والتي تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة في المجتمع، وإعادة بناء الوعي الديني والوطني الصحيح، أقيمت اليوم ندوة علمية كبرى بمسجد العلواية بشبين القناطر شرق، شارك فيها فضيلة الشيخ/ محمد صابر – مدير إدارة أوقاف شبين القناطر شرق، وفضيلة الدكتور/ فارس أبو حبيب – إمام وخطيب المسجد، وذلك في إطار خطة الوزارة لتفعيل الدور الدعوي والتوعوي في مواجهة الظواهر السلبية والخاطئة داخل المجتمع، وسط حضور مميز من رواد المسجد وأهالي المنطقة.

أولا: كلمة فضيلة الشيخ محمد صابر مدير إدارة أوقاف شبين القناطر شرق:

أكد فضيلته أن من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس الإنسانية، وصيانة الأرواح والممتلكات، مشيراً إلى أن تعمد رشق القطارات بالحجارة تصرف مخالف للشرع والعقل والفطرة السوية.

 

وأوضح فضيلته أن من قواعد الشريعة الإسلامية الكبرى: “لا ضرر ولا ضرار”، و “الضرر يُزال”، و “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”، وهذه الأفعال المتهورة قد تُزهق بها أرواح بريئة، أو تُصاب بها نفس أو يُتلف بها مال، وكل ذلك منهيّ عنه شرعاً، بل هو من الإفساد في الأرض، قال تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}، ودعا فضيلته الشباب والأبناء إلى أن يكونوا أدوات بناء لا أدوات هدم، وروّاد حضارة لا مفسدين في الأرض، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

وأكد فضيلته أن رشق القطارات بالحجارة يمثل صورة واضحة للاعتداء على النفوس والأموال، وهو عمل يتنافى مع أخلاق المسلم الحق، ويتعارض مع تعاليم الإسلام السمحة التي تحرص على سلامة الأرواح، وحماية الممتلكات العامة.

كما دعا فضيلته إلى ضرورة تضافر جهود جميع أفراد المجتمع – آباء وأمهات، ومعلمين، وخطباء، وإعلاميين – في توعية النشء، وتحصين الشباب ضد هذه الظواهر السلبية، مؤكداً أن التوعية الدينية السليمة، وغرس القيم الصحيحة في نفوس الأبناء، هما الحصن المنيع للمجتمع من مثل هذه السلوكيات المرفوضة.
وناشد فضيلته أولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة، وتحذيرهم من خطورة هذه الأفعال التي قد تجر عليهم وعلى أسرهم ويلات ومشاكل عظيمة.

ثانيا: كلمة فضيلة الدكتور فارس أبو حبيب إمام وخطيب المسجد:

ومن جانبه، أوضح فضيلة الدكتور فارس أبو حبيب أن الإسلام دين حضارة ورحمة، وليس دين تخريب أو إيذاء للناس، لافتاً إلى أن سلوكيات رشق القطارات بالحجارة أو العبث بممتلكات الدولة هي جريمة قانونية ومخالفة شرعية، وليست بطولة ولا شجاعة.

واستهل فضيلة الدكتور فارس كلمته بالتأكيد على أهمية مبادرة وزارة الأوقاف في تصحيح المفاهيم المغلوطة، موضحًا أن قضية رشق القطارات بالحجارة ليست مجرد “شقاوة أطفال” كما يتوهم البعض، بل هي جريمة حقيقية تهدد الأرواح وتعرض الممتلكات العامة للخطر، وتتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة التي تحث على الحفاظ على النفس وصيانة الأرواح.

 

وأكد فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا ضرر ولا ضرار”، وهو توجيه نبوي واضح بتحريم الإضرار بالناس، سواء كان الضرر مادياً أو معنوياً، مباشرة أو غير مباشرة.

وأضاف فضيلته أن ما تقوم به وزارة الأوقاف من حملات توعوية وبرامج تثقيفية هو واجب الوقت، لمواجهة مثل هذه الظواهر والسلوكيات الخطيرة، مطالباً الجميع بالتكاتف والتعاون لمحاربة هذه الظواهر السلبية حماية للمجتمع وأفراده.

واختتم فضيلته بتوجيه رسالة لكل شاب ولكل طفل:
“احذر أن تكون سبباً في إيذاء إنسان.. فدينك وقيمك وأخلاقك تحميك من الوقوع في مثل هذه السلوكيات، وتوجهك لأن تكون سبب خير وبركة وأمان في مجتمعك، لا سبب ضرر وأذى وإفساد.”

في الختام:

أكد المشاركون في الندوة على ضرورة الاستمرار في إقامة مثل هذه اللقاءات العلمية والتوعوية التي تلامس قضايا المجتمع الواقعية، وتواجه الأفكار والسلوكيات المنحرفة بالعلم والحكمة والبيان، في إطار رسالة وزارة الأوقاف المصرية في تصحيح المفاهيم، ونشر الوعي الديني الوسطي الصحيح، بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن.

وفي ختام الندوة عبّر الحضور عن شكرهم وتقديرهم لوزارة الأوقاف على هذه الجهود المباركة، التي تسعى لنشر الوعي الديني السليم، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، بما يعود بالنفع والخير على الفرد والمجتمع والوطن بأسره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *