سفك الدماء عند الوهابية واليهود

بقلم الدكتور : احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى

المقال السادس عشر من سلسلة (زمن الدجال)

ومما يتشابه فيه كلاً من اليهود والسلفية الوهابية هو استحلالهم لسفك الدماء بالظن واستخفافهم بالدماء اشد الاستخفاف.

وللعلم ان اكثر كائن محب لسفك دماء بنى آدم هو ابليس اللعين ، فهو لا يزال على غيظه القديم وحسده الدائم لابن آدم ، ولا يكفيه أن يرى ابن ادم كافراً بل لابد وان يراه ممدداً أرضاً مضرجاً فى دماءه فى العراء فى مهب الريح عندئذ ينتشى الشيطان الملعون ويشتفى بعض غيظه وحقده.

ولا عجب فى انك ترى الآن أيها القارئ أن أكثر بنو آدم سفكاً للدماء فى العصر الحديث هم اليهود من غير المسلمين ، ومن المسلمين الخوارج الذين هم السلفية والوهابية على السواء فيما بينهما.

لقد قرأت أيها القارئ الكريم عن أحداث الحربين العالمتين المروعة وشاهدتها عبر الشاشات فى مقاطع مسجلة وشهادات الضحايا وبعض قادة هذه الحروب الذى ذهبت بملايين الضحايا قتلى فى العراء لا يلقون من يكرمهم بالدفن وملايين المشردين والثكلى واليتامى.

لقد كان اليهود هم من دبروا تلك الحروب وذلك حسبما تسرب من بروتوكولاتهم ومؤاتمراتهم وبتتبع القيادات المؤثرة فى تلك الاحيان وعمن يردون موردهم والى من ينتهى رأيهم حتى ان الموسوعة الحرة تزعم بانه قد شارك اكثر من مليون ونصف المليون جندى فى قوات التحالف المتحاربة ضد قوات المحور حيث خدم فى القوات المسلحة الامريكية اكثر من خمسمائة الف يهودى ومثلهم فى الجيش الاحمر السوفييتى والباقى موزعون فيما بين القوات البريطانية وباقى الدول المتحاربة.

وحتى على المستوى قيادات تلك الحروب فان فتظهر بها الخيوط اليهودية المتصلة بها وتحرك تلك القيادات فى خفاء ، فهتلر نفسه الذى يلعنه اليهود له اصول يهودية وما اشيع عن دعايته ضد اليهود كانت السبب الاكبر فى التعبئة اليهودية الكبرى الى فلسطين من شرق اوروبا وغيرها من أماكن تواجد اليهود ، فلقد سارت وتيرة الهجرة الى فلسطين باسرع وتيرة كانت قبل ذلك او بعد ذلك على حد سواء.

ولا يخفى دور الاتحاد السوفييتى فى تسليح القوات اليهودية فى فلسطين حتى قيل بانه لولا الاتحاد السوفييتى ما قامت لليهود دولة فى فلسطين ، وهذا بالطبع غير ما نعلمه من سيطرة اليهود على السياسيين الغربيين فى امريكا وبريطانيا وفرنسا .

وحتى ان خلفيات الدول المتحاربة سواء اكانت شيوعية أو رأسمالية أو نازية أو فاشية كانت من اختراع اليهود أنفسهم!!

فلك ان تعجب أيها القارئ من أن مؤسسى الفكر الشيوعى على المستويين النظرى والعملى هما يهوديين (كارل ماركس ، فلاديمير لينين) ، لقد حدثت المعجزة وهى أن أكثر أهل الملل والاديان تمسكاً بدينهم وملتهم وعرقهم اليهودى الصرف يتركونه للاشئ ـ فهل تعلم حجم المؤامرة.

لقد اسقطت الحرب العالمية الاولى ما يقارب العشرين مليون قتيل بين العسكريين والمدنيين، اما الحرب العالمية الثانية فقد اسقطت اكثر من 60 مليون قتيل من العسكريين والمدنيين ، وكلها تمت بتدابير يهودية صهيونية دجالية خالصة.

يقول الله عز وجل ف كتابه الكريم عن حرص اليهود على اشعال الحروب ” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” سورة المائدة الاية 64.

وتعال أيها القارئ بعض ما عبثت بها أيادى اليهود فى اشعال الحروب وخوضها بشكل مباشر:
ـ حرب العصابات اليهودية ضد الفلسطنيين العزل منذ عام 1936.
ـ حرب فلسطين 1948.
ـ العدوان الثلاثى على مصر 1956.
ـ حرب النكسة 5 يونيو 1967 .
ـ حرب الاستنزاف.
ـ حرب اكتوبر 1973.
ـ احتلال جنوب لبنان 1978 ( عملية الليطانى).
ـ حرب لبنان 1982 .
ـ حرب اطفال الحجارة 2000 (الانتفاضة الاولى).
ـ انتفاضة الاقصى 2000 (الانتفاضة الثانية).
ـ حرب لبنان الثانية 2006.
ـ الهجوم عل قطاع غزة 2008 .
ـ الحرب على غزة 2014 .
ـ الحرب على غزة 2021 .
ـ الحرب على غزة 2023 (طوفان الاقصى) .

وهذا غير عبث ايادى اليهود والتسبب فى حروب حول العالم سواء أكانت فى شرق اوروبا (الحرب الاوكرانية الروسية) او فى امريكا الجنوبية ووسط امريكا او فى افريقيا او فى شرق اسيا او فى جنوب شرق اسيا.

وهنا نأتى الى السلفية والوهابية ، هل يشابهون اليهود فى اشعال الحروب وسفك الدماء أم هم براءٌ من ذلك :

دون الخوض فى التاريخ الحربى للخوارج من لدن حصار الخليفة الراشد ومروراً بموقعة النهروان الى غيرها فلا نتطرق اليها ، وانما ما يهمنا فى هذا الموضع تغطية زمن الدجال وبيان فتنته التى بدأت منذ ظهور الوهابية فى منتصف القرن السادس عشر وبخاصة بعد ميثاق الدرعية وحتى الآن ـ وبغض النظر أيضاً عما يمثله اسم هذا الميثاق من دلالات ومعانى يهودية خالصة ويكفيك أن تعلم أن نجمة داود التى تتوسط علم اليهود ما هى إلا درع ظنه اليهود انه درع داود الملك لا النبى ـ

ونأتى للنقطة الفاصلة هل اشعل السلفية واليهود حروباً وسفكوا الدماء منذ ذلك الحين ام لا:
فى البداية وعلى عكس اى داعية سواء أكان رسولاً أم نبياً أم ولياً لله أو مصلح عقد محمد بن عبد الوهاب رأس الوهابية والسلفية حلف للحرب فيما بينه وبين محمد بن سعود آل مرخان سماه ميثاق الدرعية عام 1157 هجري وذلك بسل حد السيف على جيرانه من أهل ملته ممن سالموه ولم يتعرضوا له فسمى نفسه واتباعه بالمسلمين دون غيرهم ، ثم نظم هو وحليفه محمد بن سعود قوات عسكرية من اعراب نجد بعد أن أوهمهم بأنهم هم المسلمون فقط دون غيرهم على نحو ما نراه الآن ، وبتمويل وتسليح انجليزى استطاع الوهابية غزو جيرانهم من القرى المسالمة وقتل من استطاعوا من أهاليها العزل تحت دعوى شركهم وكفرهم وتطهير الجزيرة العربية من الاوثان!!

ولك ان تطالع ابها القارئ كتاب عنوان المجد فى تاريخ نجد لابن بشر وكذلك تاريخ ابن غنام والذين فصلوا غزوات الوهابية ليس فى الجزيرة العربية فقط بل فى شرقية عمان واليمن وبادية الشلم وجنوب العراق وجنوب سوريا كلها قتل وسب وسلب ونهب.

ومن ابرز غزاوتهم ما يلى :
ـ مذبحة المطيرفى فى الاحساء 1176 هـ ، وغزوة الرياض 1187 هـ ، وغزوة اهل العيون 1198 هـ ، وغزوة الجشة وقطر 1202 هـ ، وغزوة المبرز 1187 هـ ، وغزوة الفضول 1203 هـ ، وحرب الشقرة والقديح واخرج وقطر ثرمداء والقطيف وعنك 1206 هـ ، وغزوة البريمى بعمان 1207 هـ ، ومعركة المحيرس والبطالية والعتوب 1208 هـ ، وغزوات العتوب والكويت والبقوم وهذيل بالشام والبحرين فيما بين 1209 وحتى 1214 هـ .

ـ مذبحة كربلاء عام 1801 م، وغزو البحرين وعمان وسلطان مسقط ومجزرة الطائف والمدينة ومكة المكرمة وحرق مكتبتها ومجزرة كربلاء الثانية ونهب موانئ الحديدة باليمن ، ومدينة السماوة بالعراق 1220 هـ والنجف الاشرف والاغارة على قوافل الحجيج ، والاغارة على اهل الباطنة وصور بعمان وسمائل وبركاء وأيضاً وصلوا الى حلب وشنوا غارات عليها واخربوا حضرموت بالشام واحتلوا ولاية شناص بعمان عقب ان مهد لهم الاسطول البريطانى بدك المدينة الساحلية بالمدفعية تمهيداً لغزوها من الوهابية عندما استعصت عليهم وغير ذلك الكثير على مدار قرنين من الزمان روع فيها هؤلاء الوهابية اهل الجزيرة العربية حتى اعتنق اغلبهم المذهب الوهابى طلباً للنجاة وأثرة لحفظ النفس والعرض والمال.
ثم التاريخ الحديث عند بزوغ دولتهم الثالثة فى الجزيرة العربية ارتكبوا فظائع ما اكثرها منها مذبحة بيضاء نثيل والحجيش فى 1918 م ، ومذبحة الحمض والشعيبة وعسير وتهامة وتربة وحزبة فى 1919 م ، ومذبحة تنومة والجهراء والجوف فى 1920 م ، ومذبحة النيصيبة والوقيد والجثامية فى 1921 م ، ومذبحة بنى مالك والطائف والحوية ومسجد ابن عباس فى 1924 م ، ومذبحة قرية ام العمد والغوطة فى 1925 ، ومذبحة الحويطات وبنى عطية وبلى وجهينة فى 1928 م ، ومذبحة ام غراميل والسبلة وام الرضمة فى 1928 م .

ثم حروبهم المتوالية ضد اليمن فى 1963 ، وعاصفة الحزم فى 2015 ، الى غير ذلك مما احدثوه من خراب فى ديار الاسلام منها على سبيل المثال ما حدث على ايدى الجماعات الاسلامية فى مصر من قتل للمواطنين والسياح الآمنين وما حدث ويحدث على ايدى داعش وتنظيم القاعدة فى العراق والشام وسيناء وليبيا وافغانستان والجماعة الاسلامية فى الجزائر وما أحدثوه فى العشرية السوداء فى التسعينات وجماعة بوكو حرام وفى وسط افريقيا وتنظيم الشباب فى الصومال وابوسياف فى الفلبين وغير ذلك من تنظيماتهم، وللعجب ان ارض فلسطين قد خلت من عمل منظماتهم التى اقتصرت فى العمل ضد المسلمين وفى بلاد الاسلام فقط باعتبار انهم كفار مشركون مبتدعون!!

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *