الروحانيات او برزخ التصوف
1 أبريل، 2025
منهج الصوفية

بقلم فضيلة الشيخ : عاطف على
هو برزخ الاحوال او الروحانيات الذي يركب فيه السالك مراكب الانوار ليبحر بها في رحاب الملكوت
فيرى الجنة كانها راي عين
ويبصر النار كانها راي عين
فيكون ايمانه بمشهود لا بغائب وتظهر عليه علامات الزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة فيقوي ذلك فيه الاخلاص والصدق ويقربه من التوكل والاعتماد على مولاه ويحققه بصفاء اليقين ويبعثه على المراقبة لربه في كل اوقاته وانفاسه.
وفي هذا البرزخ الروحاني يكون الاستعاد الصوفي لخرق العادات المؤلوفة
قال العارف بالله سهل بن عبد الله: ( ان الذاكر الله على الحقيقة لو هم ان يحي الموتى لفعل )
فلو اراد صاحبه فعلها فستكون كما اراد لكن ادبهم يمنعهم عن مثل ذلك.كما ان خضوع السباع المتوحشة لهم واستئناسها بهم لكونهم استؤنسوا بالله وحده
قال العارف بالله سهل بن عبد الله ( ان كنت ممن يخاف السباع فلا تصحبني ) فقد راى الشيخ ان خوف الرجل من السباع يدل على كثافة بشريته وعدم تلطفه الروحاني فلو انه تلطف فلن يكون بحكم جسده بل بحكم روحه ومن كان بحكم روحه فلا يرجو غير ربه ولا يخاف سواه واذا صح للصوفي التوكل مع الصدق فانه يصير روحانيا خالصا وتظهر على وجهه انوار الروحانية الباطنة
سئل الامام الشبلي ( هل تظهر اثار صحة الوجود على الواجدين )
فقال ( نعم نور يزهر مقارنا لنيران الاشتياق فتلوح على الهياكل اثارها ) بالزهد وقرائنه الروحية وما ينتجه من التوكل وما يعقبه من الصدق وعلاماته تظهر ابرز معالم البرزخ الصوفي الروحاني وتظهر بعده حقائق التصوف.
وصلـى الله عليه وآله وسـلم