احذر المماطلة في سداد الدين

بقلم فضيلة الشيخ : أحمد عزت حسن
الباحث فى الشريعة الإسلامية

 

ومن الحرام الذي يجب أن نتطهر منه المماطلة بالدين

إن خطر أخذ أموال الناس من غير ردّها عظيم، وهذا الدين يحجب الشهيد عن الجنة وقد حذّر النبي ﷺ من ذلك أشد التحذير فعن محمد بن عبدالله بن جحش: كان رسولُ اللهِ ﷺ قاعدًا حيث تُوضعُ الجنائزُ فرفع رأسَه قِبلَ السَّماءِ ثمَّ خفض بصرَه فوضع يدَه على جبهتِه فقال سبحانَ اللهِ سبحانَ اللهِ ما أنزل من التَّشديدِ قال فعرفنا وسكتنا حتّى إذا كان الغدُ سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ فقلنا ما التَّشديدُ الَّذي نزل؟ قال: في الدَّيْنِ والَّذي نفسي بيدِه لو قُتِل رجلٌ في سبيلِ اللهِ ثمَّ عاش ثمَّ قُتِل ثمَّ عاش ثمَّ قُتِل وعليه دَيْنٌ ما دخل الجنَّةَ حتّى يُقضى دَيْنُه”
[الحافظ المنذري، الترغيب والترهيب ٣‏/٤٦ ، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “مَن ماتَ وعليه دينارٌ أو دِرهَمٌ قُضيَ مِن حَسَناتِه، ليس ثَمَّ دينارٌ ولا دِرهَمٌ”. [تخريج المسند ١٥‏/٣٧٩ ، إسناده حسن في الشواهد ، أخرجه ابن ماجه (٢٤١٤) واللفظ له، والطبراني في «المعجم الأوسط (٢٩٢١)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (٣/٤١٣) مطولاً]
ويقول ﷺ: “من ماتَ وعليْهِ درْهمٌ أو دينارٌ قضى من حسناتِهِ ليسَ ثمَّ دينارٌ ولا درْهمٌ” [الهيتمي المكي، الزواجر ١‏/٢٤٧ ، إسناده حسن]

وعن عبد الله بن عمر قال ﷺ: “من مات وعليه دَينٌ، فليس ثم دينارٌ ولا درهمٌ، ولكنها الحسناتُ والسيئاتُ.”  رواه ابن ماجه و أحمد

وعن أبي هريرة قال رسول الله ﷺ: “من أخذ أموالَ النّاسِ يريدُ أداءَها أدّى اللهُ عنه ومن أخذ أموالَ النّاسِ يريدُ إتلافَها أتلفه اللهُ”  [أخرجه البخاري: ٢٣٨٧)]
فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر

▪︎ عِش ليالي رمضان والناس يلهون من حولك إذا فكّرت في ذلك يبدأ القلب في استجماع كل عبادة واعزم على المزيد أكثر مما قدّم من قبل والثبات على هذا المزيد، فالليل كله الثلث الأخير والنهار كله ساعة إجابة والليالي كلها ليلة القدر والنهار كله نهار عرفة؛ فإذا رمضان معراج قُربٍ من الزمن القلب لا يكاد يمر بمثلها أبدًا.

وهكذا حوّل عزم القلب الحياة … حولها إلى التقوى؛ لتتجاوب الأعضاء كلها مع القلب.

* يتجاوب اللسان ذاكرًا لا يفتُر أبدًا

* تتجاوب الرجلان حاملةً بدن صاحبها إلى كل موضعٍ يحبه الله وغيابه عن كل موضع يكره الله رؤيتي فيه

* تتجاوب اليدان تلبي وقد عزمتا على البسط والعطاء أكثر من ذي قبل. تتجاوب العينان بافراغ بصرها في كتاب الله

* تتجاوب في الدفع عن المظلوم. وما كان لهذه الجوارح إلا أن تستجيب طوعًا أو كرهًا. فيا باغي الخير أقبل

وهكذا يدخل القلبُ رمضانَ وهو عاقدًا العزم على الطاعة فارًا من المعصية ومن كل ما يغضب الله عن طريق التوبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *