الإخلاص وأسراره

بقلم الأستاذ : حسن أبو زهاد

نعم الإخلاص له رجال والاتصال بالله له جنوده القادرين على منح الإخلاص فهو يحتاج إلي قوة لا يمتلكها إلا الأقوياء، يسيرون بيننا ولا ندري عنهم شيئا ، فهم في رباط مع الله ،ربما باسباب دعواتهم ينهال الغيث من القحط أو ننجو من المهالك ، انهم خلصوا لربهم فكانوا له حامدين شاكرين ـ فلا يهمهم مدح الناس لهم ولا يسعون إلى مناصب أو منافع دنيوية ولكنهم في عالمهم الذي اختاروه لأنفسهم هائمين متيمين امتلأت قلوبهم بحب الله فخلت من النفاق والمصالح الذاتية لأنهم أدركوا المعني الحقيقي للحياة ، وأنها ليست دائمة ولكنها زائلة ولا تساوي شيئا ، ولكنها معبر إلي الآخرة .

ربما هم ذاتهم لا يرون أنفسهم أصحاب ميزة إيمانية بل دائما يشعرون بخشية الله والخوف منه لأنها منح وعطايا من الله اختص به عباده الصالحون .

لعلنا ندرك الحقيقة ، الدنيا رحلة زائلة مهما طالت فإنها الي زوال ، فأين من سبقونا ومن كانوا قبلهم أدوا رسالتهم في الحياة وانتهت الحياة بهم فلا داعي الي سوء الظن بغيرنا ـ ربما كانوا هم المقبولين عند الله ـ فما يدرينا أمرهم ـ فقد حسنت لنا قصة نسردها سويا تؤكد أننا نترك الخلق للخالق فهو الذي يعلم خفايا الأمور التي ربما نحكم بظواهرها والحقيقة يعلمها الله سبحانه وتعالى .

كانت هناك حافلة مليئة بالركـاب كـانت مسافرة وعلى حين غرة تغير الطقس أمطار غزيرة ورعد وبرق , لاحظ الركاب أن البرق يبدو وكـأنه يأتي نحو الحافلة ثم ينتقل إلى مكـان آخر.بعد مرور بعض الوقت ، أوقف السائق الحافلة على بعد خمسين قدما من شجرة ..

وقال معنا في الحافلة شخص كُـتب له الموت اليوم وبسببه كـل الآخرين سيقتلون أريد من كـل واحد أن يذهـب تلو الآخر يلمس جذع الشجرة ويعود إلى هـنا .
الشخص الذي كتب له الموت سيلتقطه البرق ويموت أما الآخرون فسينجون ، أجبر الراكـب الأول على الذهـاب ولمس الشجرة والرجوع نزل من الحافلة على مضض وذهـب ولمس الشجرة قفز قلبه من الفرح عندما رأى أنه لم يحدث له أي سوء وبقي حيّا ، وهـكـذا حدث بالنسبة لسائر الركاب إلا واحداً عندما جاء دور الراكـب الأخير، رشقه الجميع بعيونهم التي توجه له الاتهام كـان ذلك الراكـب مرعوبا من الخوف ممانعاً ان ينزل من الحافلة إلا أن الجميع أرغموه على الخروج من الحافلة والتوجه للمس الجذع بهـلع شديد .
خطا ذلك المسافر الأخير نحو الشجرة ولمس جذعهـا وسمع صوت رعد شديد جداً وبرق هـبط وضرب الحافلة نعم البرق ضرب الحافلة وقضى على كـل ركـابهـا .
البرق لم يضرب الحافلة ويقضي عليهـا من قبل بسبب هـذا المسافر الأخير ، يقول ابن عباس لو أطبقت السماء على الأرض لـجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها .
اللهّـم اجعلنا من الذين تغيرت أقدارهـم للأحسن ولا تحرمنا مما نطمح إليه ولا تصعب علينا أمراً وارزقنا من حظ الدنيا ونعيم الآخرة .
ما أجمل الإخلاص واحلي الرضا والتوكل على الله وسلامة النيه ما أجمل القلوب الصافية النقية العامرة بالإيمان ما أجمل التسامح والعفو والمغفره ما أجمل الأرواح البريئة التي لا تعرف للغدر طريقا
اللهم احفظ مصر واهلها الطيبين الطاهرين المخلصين الأوفياء ووسع لهم الأرزاق واحفظ قيادتها وجيشها الوطني المخلص اللهم امين يارب العالمين وكل عام ومصرنا وأهلها الطيبين بخير وأهلا وسهلا قدوم اعياد المصريين أهلا ومرحباً ببركات الشهر الكريم رزقنا الله وإياكم السعادة والهناء والرضا اللهم امين يارب العالمين ومنحنا الإخلاص ومكارم الأخلاق .

كل عام ومصرنا الحبيبة بألف خير اللهم احفظها بحفظك الجميل يا ارحم الراحمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *