رسائل تنوير
18 فبراير، 2025
أولياء أمة محمد

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه
قد يجهل البعض الأحزاب والأوراد المنسوبة لأكابر أهل ولاية الله تعالى وينكرونها، مثل أحزاب وأذكار الإمام عبد القادر الجيلاني، والسيد أحمد الرفاعي، والسيد أحمد البدوي، والسيد إبراهيم الدسوقي، والسيد أبوالحسن الشاذلي، والسيد علي نور الدين البيومي رضي الله تعالى عنهم وغيرهم من أئمة التصوف وقادة أهل الطريق إلى الله عز وجل..
ويقولون عنها بجهلهم أنها بدعة، ولا عجب فمن جهل شيئا عاداه والإنسان بطبيعته عدو ما يجهل، فماذا عن هؤلاء الأئمة السادة الكرام وعن هذه الأحزاب والأوراد التي جاءوا بها، وهم سادة أشراف أئمة من العترة الطاهرة منبع العلم وموضع النظر وسادة أهل الطريق، ومن أين أتوا بها وما هي الأسرار المكنونة بها، وما سر تعددها وتنوعها، وهل هي مكمن سر الفتح الرباني والوصول إلى ولاية الله تعالى؟!
ولنبدأ بالحديث عن العلوم الربانية وأهل الإرث المحمدي، العلوم الربانية التي يفيض بها المولى عز وجل على قلوب أهل الولاية والإصطفاء والحكمة الإلهية والفهم الرباني كل هذه العطاءات لم تخرج عن أهل بيت النبوة الأطهار عليهم السلام، فهم الذين خصهم الحق عزوجل بالطهر والتطهير..
يقول سبحانه “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا”، وهم الذين خصهم الله جل جلاله بالرحمة الإلهية والبركة، يقول تبارك في علاه “رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ”، وجدهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله مدينة العلم والإمام علي بن أبي بابها كما أخبر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى آله في الحديث..
وصدق الإمام علي إذ قال “نحن آل البيت معدن العلم والعرفان وكذب من إدعى العلم دوننا فنحن أهله ومعينه ومعطوه”، وفي إشارة أشار بها أبا السبطين الكريمين الإمام الحسن والإمام الحسين وجد الذرية الطاهرة عليهم السلام الإمام علي إلى ما خصه الله تعالى به من العلم والعطاء والفضل، قال وهو يشير إلى صدره الشريف مقسما بالله تعالى، قال “إن هذا الصدر حوى علم الأولين وعلم الآخرين وما أوتوا الأنبياء والمرسلين والقرآن ومثله معه”.
هذا ومن المعلوم أن الأرث النبوي في العلم والحكمة ممتد في الذرية الطاهرة المطهرة إلى يوم الدين، عزيزي القارئ هذا الكلام كان مقدمة عن الحديث عن السادة الأئمة الذين أفاض الله عز وجل على قلوبهم بالعلوم اللدنية والمعارف الربانية والحقائق والرقائق والمعاني والأسرار والأنوار..
والتي منها الأحزاب والأوراد والأذكار والصلوات على سيدنا رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام والتي كلها من علوم الفتح الرباني، وجعلها سبحانه وردا لهم ولإتباعهم ومريديهم من طلاب طريق الله تعالى والساعين إلى المقام في حضرة القرب من الله سبحانه وتعالى والوصل به سبحانه والإتصال.