حال الأمة بين الماضي والحاضر

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الأستاذ الدكتور : رمضان البيه

في زمن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وزمن التابعين وتابع التابعين  سادت الأمة العالم بأسره ، وخضعت لها أعظم الإمبراطوريات وهما الروم والفرس ، وذلك لأنهم تمسكوا بكتاب الله تعالى ، وعملوا به وبهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .

وعندما ننظر إلى حال خير أمة أخرجت للناس وواقعها المرير المؤلم والمحزن والمخزي منذ زمن وإلى الآن نجد ما يحزن القلب ويؤلم النفس .نجد ” فرقة وشتات وتخاذل وضعف ومهانة وخزلان وإستكانة ومغلوبة على أمرها ، وسيطرة أمريكا والغرب على مقدراتها والعجز على مواجهة الأعداء والخصوم، ” وما كان ذلك إلا لتركنا كتاب الله تعالى بمنهجه القويم وهجرنا لسنة وهدي الرسول الكريم .

فالله تعالى أمرنا بأن نعتصم ونتوحد ونتكاتف ونهاها عن الفرقة والتفرق وحذرنا من ذلك .
ولكننا للأسف الشديد لم نعمل بما أمرنا الحق عز وجل به ، الله سبحانه يقول ” واعتصموا بحبل الله جميعا ” ولم نعتصم !

والله تعالى يقول ” إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبون ” ، أي فأطيعون، ولكننا افترقنا وتقاتلنا وبغى بعضنا على بعض . بل كفر بعضنا البعض !

والله تعالى حذرنا من الاختلاف فقال عز وجل ” ولا تكونوا كالذين اختلفوا من بعد أن جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ” والعذاب هنا ليس العذاب المتعلق بالآخرة فقط وإنما عذاب في الدنيا بأن يتمكن منا أعداءنا ويسقوننا كاسات الحنظل والمر وهذا مانعانيه الآن .

والله تعالى أمرنا بتقواه عز وجل وأن نموت على دين الإسلام وبالوحدة والاعتصام حيث قال ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ”  ولكننا لم نستمع ولم نطيع !

هذا وكم شدد الرسول الكريم على الوحدة والاعتصام والتكاتف حفاظا على وحدة صف الأمة ، من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ” المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا  ” .وقوله ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ” ، وقوله ” المسلم أخو المسلم  لا يظلمه  ولا يخذله ولا يسلمه ” ، وقول عليه الصلاة والسلام ” إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا ، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبله جميعآ ولا تفرقوا.. ويكره لكم قيل وقال . وكثرة السؤال. وإضاعة المال ” .

هذا ومن المعلوم والمؤكد أن سر وصولنا إلى هذا الحال السئ المذري ، هو تركنا وهجرنا لمنهج الله تعالى القويم وسنة وهدي نبينا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعدم الأخذ والعمل بهما وحب الدنيا الذي أعمى القلوب وسيطر على النفوس . وعبادة معظم الملوك والحكام لكراسي الحكم والسلطة ، وإصابة معظمهم بمرض الوهن وهو ” حب الدنيا ومخافة الموت “

رحم الله تعالى الأمة وكشف الغمة وأراحنا من القائمون على أمرنا ممن لم يتقوا الله تعالى في الأمة ولا في دينهم وأنفسهم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *