إعداد أ : على حسين
المقال الأول من سلسلة ( عقيدة أهل الحق )
سبحانك ربى منزه عن كل نقص , قديم فى ذاته , متفرد بعظمة صفاته , أول بغير بداية ، وأخر بغير نهاية ،واحد أحد ، فرد صمد ، واجد ماجد ، لا شبيه له , ولا مثل , ولا ينسب له ما ينسب لخلقه جل فى علاه , لا تحيط به العقول والأفهام .
ولقد جمعت لكم مقتطفات مختصرة من عقيدة أهل السنة والجماعة فى تنزيه الله تعالى وردا على عقيدة بعض المجسمين ، نبدأ بعون الله تعالى فى أول مقالة من سلسلة ( عقيدة أهل الحق ) بقول الإمام ابن عساكر رضى الله عنه :
قالَ الشيخُ فخْرُ الدينِ بنُ عساكرَ رحمه الله:
اعلمْ أرشدَنا اللهُ وإياكَ أنَّهُ يجبُ على كلّ مُكلَّفٍ أنْ يَعْلمَ :
أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ واحدٌ في مُلكِهِ.
خلَقَ العالَمَ بأسْرِهِ العُلويَّ والسُفْليَّ والعرْشَ والكرسيَّ
والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهِمَا وما بينَهُما.
جميعُ الخلائِقُ مقهورونَ بقُدْرتِهِ،
لا تتحركُ ذرّةٌ إلاَّ بإذْنهِ، ليسَ مَعَهُ مُدَبّرٌ في الخلْقِ ولا شريكٌ في المُلْكِ،
قيومٌ لا تأخذُهُ سِنَةٌ ولا نومٌ،
عالِمُ الغيبِ والشهادَةِ،
لا يَخْفَى عليهِ شىءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ،
يعلمُ ما في البرّ والبحْرِ وما تسقُطُ مِنْ ورقةٍ إلا يَعْلَمُهَا،
ولا حبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأرضِ ولا رطْبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبينٍ.
أحاطَ بكلّ شىءٍ علماً وأحصى كلَّ شىءٍ عدداً فعَّالٌّ لِمَا يريدُ.
قادرٌ على ما يشاءُ.
لهُ المُلْكُ ولهُ الغِنَى،
وله العِزُّ والبقاءُ،
ولهُ الحُكْمُ والقضَاءُ،
الأسمَاءُ الحُسنى،
لا دافِعَ لمَا قَضَى، ولا مانِعَ لِمَا أعطى.
يفعلُ في مُلْكِهِ ما يُريدُ، ويحكُمُ في خلقِهِ بما يشاءُ.
لا يرجو ثواباً ولا يخافُ عِقاباً،
ليس عليهِ حقٌ (يَلزَمُهُ) ولا عليهِ حكمٌ،
وكلُّ نِعمةٍ منهُ فضلٌ وكلُّ نِقمةٍ منهُ عدلٌ
لا يُسئَلُ عمَّا يفعلُ وهم يُسْألونَ.
موجودٌ قَبلَ الخَلْقِ
ليسَ لهُ قَبلٌ ولا بعْدٌ،
ولا فوقٌ ولا تحتٌ،
يمينٌ ولا شمالٌ،
ولا أمامٌ ولا خلْفٌ،
ولا كُلٌ، ولا بعْضٌ،