ذرية بعضها من بعض
2 فبراير، 2025
بستان الصالحين

إعداد أ / مصطفى خاطر
المقال الثانى عشر من سلسلة : ( قطوف من بستان الصالحين )
كان الإمام صالح بن عتبة الزهري يمر ذات يوم في إحدى طرقات الكوفة فوجد صُبيَّةً يلعبون , ووجد دُونَهُم صبياً قد إعتزل أصحابه , وجلس بعيداً يفكر صامتاً شارداً عن كل ما يدور حوله , فظنه العالم طفلاً يتيماً أو بائساً نزلت به نازلة
فأراد أن يجبر خاطره ويفرحهُ فنادى عليه وقدم له درهماً , فرده الصبي شاكراً .
وقال : يا سيدي لستُ بحاجةٍ إليه .
قال : يا بني إذاً مالك لماذا لا تلعبُ مع رفاقك؟!
قال : أصلح الله الرجل, ألِلَّعِبِ خُلقنا يا عم ؟!
قال الرجل مُندهشاً: ولكنك لا زلت صغيراً يا بني .
قال : نعم ولكني تأملت أمي, وهي توقد النار فوجدتها تبدأ بِصغَارِ الحطب فأخشى أن أكون من صِغَار الحطب التي تُوقَدُ بِهَا جهنم , فسأل الإمام أصحابهُ : ابن من هذا ؟!
قالوا : هو ابن علي زين العابدين, فقال: صدق الله العظيم”ذُرِيَةً بَعْضُهَاَ مِنْ بَعَضْ”([1])
([1])كتاب فضائِل أهل البيت , الروض الفائق في المواعظ والرقائق