تزاوج التكفير والسيف

بقلم الدكتور / احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى

المقال العاشر من سلسلة (زمن الدجال)

تمكنت اجهزة الامبراطورية البريطانية من احياء فكر الخوارج وعقد العقدة التى نالوا بها من المسلمين شر نيل ، فلم ينل الصليبيون من المسلمين ما نالوه بعد تجنيد محمد بن عبد الوهاب رأس الفرقة الوهابية أو السلفية كما يسمون أنفسهم ـ وان كان كثيرٌ منهم للأسف يتبرأون من هذا الشيخ وينكرون انتمائهم له !! ـ وأنا اقول للأسف فى انهم يتبرأون منه ويسلكون مسلكه ويعملون بعمله فهم كمن نسب لقوم قد ولد لهم ثم أنكرهم بطراً !!

ان البعض يعتب على القائل بأن محمد بن عبد الوهاب هو صنيعة وزارة المستعمرات البريطانية وبخاصة الاستخبارات البريطانية وبخاصة شبكة العميل همفرى ضابط الاستخبارات البريطانية التى كان أغلبها يهود وكان أكثر عملها بالبصرة بالعراق فى أوائل القرن الثامن عشر.

والعجيب ان تاريخ تأسيس الوهابية يرتبط بيهود البصرة أيما ارتباط!! لقد دارت العديد من علامات الاستفهام حول ترأس محمد بن عبد الوهاب لهذا الفكر فقد كان بحق رأس هذا الفكر التكفيرى دون جذر فى ذلك يرجع اليه كشيخ يستمد منه ذلك الفكر او فلنقل المذهب ان صح الوصف؟ فلابد ان يكون لذلك الفكر كيان متصل فى نفس بيئة محمد بن عبد الوهاب حتى لا نتهمه! ولكن وللعجب لقد كان ينكر عليه ابوه سوء خلقه وبطره وأشره حتى أثر فى ذلك الكثير وكذلك انكر شقيقه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب تلك الفعائل العظام وألًّف ف ذلك كتاباً سماه ” الصواعق الالهية فى الرد عل الوهابية” كذلك انكر عليه عموم علماء نجد والاحساء وعلماء الحجاز وعلماء الازهر وعلماء العراق.

اذاً فيا ترى ؟ من اين جاء محمد بن عبد الوهاب بهذا الفكر ؟
وهو فكر قد سبقه اليه الكثير من الخوارج ولكن ليس الخوارج الاولون كالوهابية والا ظلمنا الخوارج الاولون ظلماً شديداً نستغفر الله تعالى منه؟ وليس هذا الفكر الوهابى كمذهب الاباضية سكان عمان ـ جنوب شرق الجزيرة العربية ـ فالاباضية أهل اسلام وأخلاق وأمن وذمام لا يفترقون عن عموم أهل السنة الا فى الشئ اليسير، ولقد أذاق الوهابية سكان عمان ومسقط وهم الاباضيون المتمذهبون بمذهب عبد الله بن أباض أحد علماء الخوارج ـ أذاقهم الوهابية ألواناً من التقتيل والتشريد والغزو تلو الغزو وسبى نساءهم واموالهم ، ومن العجيب أن يحفظ لنا التاريخ فى كافة الكتب تلك الغزوات التى عاصرت جهاد سلطان مسقط واهل عمان ضد الانجليز أثناء قمعهم احد الثورات التى قام بها المسلمون فى الهند، وحفظت لنا ذلك التحالف بين القوات الوهابية الغازية والاسطول البريطاني ، فعندما كان يعجز الوهابيون عن غزو احدى المدن الساحلية العمانية وتندحر قواتهم على يد اهل عمان ، كان الاسطول البريطانى يدك بمدافعه تلك المدينة حتى تستسلم او تباد قواتهم ثم يدخلها الوهابيون فاتحين.

ليس هذا فقط فيثور لدينا تساؤلاً عجيباً عن سر ذلك التحالف بين الامامين ـ كما يقول الوهابيون ـ محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود؟ وما سر فرض ما اعتنقه هذاين الرجلين بالاكراه وحد السيف وبالغزو والتقتيل والسبى والغنائم وليس بالحكمة وبالموعظة الحسنة ان كانوا يؤون ذلك ديناً واصلاحاً؟

تروى لنا كتب التاريخ وبخاصة كتبهم ومنها كتاب “المجد فى تاريخ نجد” لابن بشر ، كم الحروب والغزوات التى خاضها الوهابيون ضد الآمنون من سكان الجزيرة العربية والخليج العربى !! ليس كما اعتاده اهل ذلك الزمان ! غزو متجرد من الدعاوى وحتى وان كان هناك دعاوى فكلها دعاوى قبلية أو سياسية!

ولكن ان يتم ذلك بدعوى دينية بل باستراتيجية دينية تكفيرية ، فهم يسمون أنفسهم بالمسلمين فى لازم عقلى بان من يغزونهم مشركون وكثيراً ما يوصفون قبائل العرب من حولهم ممن لم يدخلوا فى فكرهم الوهابي بانهم مشركون

ان ذلك الاستعجال فى خوض الحروب واقتران تلك الدعوى الدينية بالسياسة يترك انطباعاً بأن هناك أجندة تنفذ وأغراضاً أخرى من كل تلك العمليات العسكرية التى يقوم بها الوهابيون.

كذلك ان ما يؤيد كل تلك المظان هو تلك العلاقة الغريبة التى تربط الوهابيون بصفة عامة بالانجليز ثم من بعدهم الامريكيين ، فكما اسلفنا كان البريطانيون يمهدون المدن الساحلية بقصفهم بمدافعهم حتى يتمكن الوهابيون من غزوها وذلك فى القرن الثامن عشر ، ثم تلك العلاقة الغربية بين عبد العزيز ال سعود وبين الانجليز وذلك الراتب الضخم الذى كان يتلاقاه منهم وهذا غير التسليح الكثيف والدعم اللوجستيى والدعم الدولى لهم ثم ما نراه فى كل المراحل التاريخية من ذلك الوفاق الغريب فيما بينهما.ٍ

وكذلك فان كثيراً من الوثائق التاريخية تخبرنا بوجود علاقات مباشرة فيما بين محمد بن عبد الوهاب ووزارة المستعمرات البريطانية وجهاز الاستخبارات البريطانية منها كتاب ” مذكرات مستر همفر”
وكذلك مما يثير العجب هو تركيز الوظائف الدينية العليا فى يد عائلة ال الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) فهذا ما لا يستطاع استساغته
كل ذلك يؤدى بنا الى زيادة الشك فى نشأة هذا الفكر فى تلك البيئة والتى كان هذا الفكر التكفير غريباً عليها ويوطد ما ذهبت اليه الوثائق التى أبانت اصل ذلك الفكر وعلى رأسها كتاب “مذكرات مستر همفر”

لم تمكن المشكلة فى خروج الخوارج وميلاد ميثاق الدرعية والذى استولد الدولة السعودية الاولى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *