رحلة السيد البدوى إلى مصر وإستقراره بطنطا

إعداد الأستاذ : عمر السلامونى

ذكر المقريزي: ولي البدوى وجهه شطرها فنزل «طندتا» عاصمة اقليم الطندتاوية في الرابع عشر من ربيع الأول سنة 637 هـ الموافق ( ١٢٤٠ م ) كما روى عبـد الصمد والخفاجي نقلا عن المقريزي وقد أخذ عنهم على مبارك والظواهری

وكانت رحلة البدوي الى طندتا ـ وهو الاسم القديم لمدينة ( طنطا ) بوسط الدلتا ـ نتيجة لرؤيا رآها في منامه ثلاث مرات أُمِرَ في اثنائها « أن سر الى طندتا فإنك تقيم بها وتربى رجالاً وابطالاً »

ويذكر الامام عبد الحليم محمود (فقد جاءه الأمر بعد عام وبضعة أشهر تقريباً بالسفر إلى طنطا . ولقد رأى فيما يراه النائم ، من يأمره “أن سر إلى طنطا، فإنك تقيم بها وتربى أبطالاً ورجالاً” رأى ذلك ثلاث مرات).

وكان يحكم مصر في لذلك العهد الملك العادل بن الكامل الأيوبي وكان قد شُغِلَ منذ شبابه عن شئون الملك بملاذه وشهواته ، فعُزل في ذي القعدة السنة نفسها التي حلَّ فيها السيد احمد البدوى بمصر سنة 637 هـ وتولى بعده اخوه الملك صالح نجم الدين أيوب بن الكامل سنة 637 هـ وتوفى عام 647 هـ

الاماكن التي عاش فيها البـدوى في طنطا:

 نزل السيد احمد البدوي بطندتا « وهى مدينة طنطا » وهي قرية قديمة عرفت قبل الفتح الاسلامي باسم « طننتا » ثم حُرِّفَ هذا الاسم بعد الفتح العربي فصار « طندتا » وفي القرن الخامس الهجري عنى الفاطميون بها عناية كبيرة فاتخذوها عاصمة لأحد اقاليم مصر السفلي في عهد الخليفة المستنصر ( ٤٢٧ – ٤٧٨ هـ ) وعرف اقليمها باسم الطندتاوية.

ثم عرفت طندتا في عهد المماليك البحرية باسم « طنت » وكانت احدى قرى الغربية في الدلتا .

ولقد عَظُمَ شـأن طندتا « طنطا » بعد نزول السيد احمد البدوي بها ، فصارت مهبط المريدين والمتصوفة من اتباعـه وانصاره.

 وأول دار نزل بها البدوى بطندتا دار الشيخ رکن الدین « أو ركين الدين » الذي كان يتجر في العسل والزيت والحبوب في حانوت له بابان أحدهما خاص بالبيع والآخر متصل بمنزله، وقد قضى البدوي في هذا المنزل نحو ١٢ سنة نالَ الشيخ ركن الدين في اثنائها خيراً كثيراً.

ولما مات الشيخ ركن الدين انتقل السيد البدوى الى دار أخرى مجـاورة  وهي دار ابن شحيط شيخ الناحية ، وظل بها حتى مات ، ولأن السيد البدوى عاش في تلك الدار الأخيرة نحو ست وعشرين سنة ، فان أكثر الرواة يشيرون اليها في رواياتهم ، دون أن يذكروا شيئاً عن دار الشيخ ركين.

وكان السيد احمد البدوى يتعبد في اثناء وجوده بطندتا بمسجد «البوض» المعروف الآن باسم « مسجد البهي ».

حياة البدوى بطنطا :

وقد اعتاد السيد احمد البدوى منذ نزل طندتا أن يجلس على سطح منزله على عادة سكان البطائح من الرفاعية بالعراق، ويقوم باستقبال من يأتيه من الوفود والزوار ويقوم على حاجات الناس ويتولى تربية مريديه وتلامذته ورعايتهم والعناية بهم حتى يصبحوا فيما بعد رجال دعوة يدعون الى الله تعالى .

إنتقاله إلى جوار ربه:

إنتقل سيدى أحمد البدوي يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول 675 هـ/24 أغسطس 1276 م بمدينة طنطا، عن عمر يناهز 79 عاماً. ولم يترك السيد البدوي عند وفاته ثروات أو عقارات فقد خرج من الدنيا كما جاء إليها لكنه ترك رجالاً وطريقة وحباً ومريدين يتزايدون عام بعد عام بالملايين.

 وحين توفى السيد دفن في داخل منزل ابن شحيط فأقام تلميذه عبد العال بجوار القبر خلوة تحولت فيما بعد إلى زاوية عرفت بالأحمدية بقيت على حالها حتى عصر السلطان قايتباي حيث أقيمت قبة الضريح ومئذنة للزاوية.

اترك تعليقاً