ما الذي نريده من إخواننا السلفيين؟!
3 يناير، 2025
الوهابية ومنهجهم الهدام

بقلم : د . أحمد نبوى
أستاذ الحديث المساعد بجامعة الأزهر
ما الذي نريده من إخواننا السلفيين؟!
لا نريد منهم مطلقا أن يتركوا ما يعتقدون إلى ما نعتقد، ولا نريد منهم تقليدنا واتباعنا في المسائل الخلافية!!
فلا نريدهم أن يكونوا أشاعرة ولا ماتريدية .. بل كل ما نريده الكفَّ عن تبديع وتضليل عقيدة الأزهر والتي هي عقيدة الأشاعرة والتي عقيدة جماهير علماء الأمة سلفا وخلفا!! وأن يعلموا أن تبديع كبار علماء الأمة هو عين الضلال والابتداع!!.
ولا نريد منهم ترك التشديد على أنفسهم باعتقادهم عمومية حديث كل بدعة ضلالة.. بل نريدهم أن يتعلموا أن جماهير علماء الأمة على تخصيصه بالبدعة السيئة، وأن البدع فيها الحسن والسئ، والمقبول والمردود، وأنها تجري عليها الأحكام الخمسة!!
ولا نريد منهم أن يتوسلوا ويتبركوا بالصالحين.. بل نريدهم أن يتعلّموا أن عمل جماهير الأمة سلفا وخلفا على مشروعية التبرك والتوسل، وأنه رأي المذاهب الأربعة، فكيف يطعنون بسبب ذلك في عقائد الموحّدين ويعتبرونه من الضلال المبين؟!!.
ولا نريد منهم أن يعملوا بالأحاديث الضعيفة.. بل نريدهم أن يتعلموا أن الاستشهاد بحديث ضعيف في فضائل الأعمال هو ما عليه جماهير المحدّثين!!
ولا نريد منهم أن يُخرجوا زكاة الفطر قيمة.. بل نريد أن يكفوا عن إشعال الفتن سنويا في شهر رمضان من أجل إخراج زكاة الفطر قيمة أو قوتا!!
ولا نريد منهم أن يحتفلوا بالمولد النبوي معنا كلَّ عام.. بل نريد عدم افتعال المعارك في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حتى وإن كان مقصورا على الانشاد والمديح وإطعام الطعام وأكل الحلوى!!
ولا نريدهم أن يصلّوا في سيدنا الحسين أو غيره؟! بل نريدهم أن يعلموا ويتعلموا أن الصلاة في المساجد التي بها قبور جائزة عند المذاهب الأربعة على تفصيل فيما بينهم.
ولا نريد منهم في العيدين التكبير في (مساجدهم) بصيغة التكبير الطويلة.. بل نريدهم أن يكفوا عن إثارة الخلاف وشق صف المسلمين بسبب اعتقادهم الخطأ ببدعية التكبيرات التي يكبر بها المصريون والتي استحسنها الإمام الشافعي!!
يا إخواننا في الدين والوطن.. لا نريد منكم أكثر من الكفّ عن إثارة الفتنة، وتمزيق وحدة الأمة، وتشتيت شملها، وشغلها عن الواجب بالمندوب، والتشويش على عوام الناس.. كل ذلك بسبب مسائل خلافية فروعية يسعنا فيها الخلاف والاختلاف إخوةً متحابين!!.