بقلم : الشيخ سعد طه
الله سبحانه خلق كل شيء بقدرته وفضل بعض الأشياء علي بعض, فخلق الله السنة وفضل منها أربع الحرم: (إن عدة الشهور عند الله إثنا عشرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) وقال النبي صلي الله عليه وسلم (إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنه اثنا عشر شهرا منها أربعة حُرم: ثلاث متواليات: ذو القعدة وذي الحجة والمحرم, ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان)
سبب التسمية: سمي شهر رجب مضر: لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم, وقيل لأن العرب كانت تعظم هذا الشهر
وقيل كان في الجاهلية يسمون رجب مُنصل الأسنة حيث جاء عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر, فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل رجب قلنا مُنصل الأسنة إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب.
وشهر رجب في الإسلام له تعظيم أيضا حيث رجب من الأشهر الحرم التي فضلها الله علي غيرها من الأشهر حيث حدث فيها أحادث جليلة يستحب في رجب الإكثار من الطاعات مثل: (الصلاة, والصيام, والصدقة, ويحرم فيها القتال) فلا يظلم المسلم نفسه ولا يظلم غيره بقوله تعالي: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ووقعت فيها أحداث من تاريخ مثل: (مثل هجرة المسلمين الأولي إلي الحبشة سنه خمس من النبوة, ومات فيه النجاشي رضي الله عنه بالحبشة سنه تسع من الهجرة, وكان في هذا الشهر جبر للخاطر الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهي حادثة الإسراء والمعراج سنه عشر من النبوة,
وأيضا وقعت فيه غزوة تبوك ضد الروم, والذي حمل فيها لواء الحرب سيدنا أبو بكر الصديق, وأيضا كان فيه فتح دمشق سنه رابع عشرة من الهجرة علي يد أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد, وفيه كانت معركة الزلاقة بالأندلس سنه 479هجرية وانتصر المسلمون بقيادة يوسف بن تاشفين المرابطي, وفيه انتصار المسلمين علي الصليبيين في الشام ودخولهم بيت المقدس بقيادة صلاح الدين سنه 583هجرية.
هذا شهر نفحة من الله تعالي لعباده الصالحين بتقرب الله وتغير الحال للأفضل حال
أولا: بوقفه مع القلب ومحاسبه النفس والنظر إلي الماضي ويصلح الحاضر ويستعد للمستقبل
ثانيا: الرفق والتسيير في كل الأمر فما خير النبي صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكون فيهما أثم.
ثالثا: التعاون دائما في الخير حيث الله يكون في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
رابعا: إزاله الحقد والحسد من القلوب فالطهارة لصلاة تكون بتطهير الظاهر من الحدث والنجس وتطهير القلب من كل مكروه حتي يستطيع أن يقف الإنسان بين يد الله سبحانه وتعالي