ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ

بقلم الدكتور : عثمان عبدالحميد الباز

اسأل نفسك واستفت قلبك،أتهلك وأمرك بيد ربك؟

تنام وتستريح لأنك تعلم أن أمرك بيده ،يدبر الأمر ،وبيده مجامع النفع والضر ،دلك عليه لترفع أكفك إليه ، الله ،من لك سواه؟
سخر لك أرضَه،ورفع فوقك سماه؟

دلك على دلائل الوجود لألطف وأجود موجود،فهو الحي فمن سواه له مطلق الحياة ؟

كلٌّ إلى انتقال بين المؤجل والحال،إلا الله سبحانه دائمُ الحياة ، وهو القيوم القائم على تدبير أمر العباد،ومن يملك يوم التناد ،ومن بين يديه يوقف العباد .

ارم حملك عليه وعَرِّ قلبك بين يديه ، وذل نفسك إليه فالذل بين يديه عز ،واعترف له بالفقر والمسكنة،فذلك الغنى والعزة المعلنة.

ناده وناجه فلن يسمع نداءَك سواه ،ولن يُصْغِ لمناجاتك أحدٌ إلاه،

انزع عن نفسك أكفان العصيان ،ورتابة الزمان والمكان ،فرب زمان يأتي وهو منك خالٍ،ورب مكان أعددته ليس لمعيشتك فيه مجال .

تقحم نفسك في التدبير ، وليس لك به علم من قليل أو كثير ، دعه بيد من يملك ويعطي ،ويقربُ ويدْني، فإن حصل ذلك ،فقد صلح حالك ،
وخذ مثالا لمن أقحموا أنفسهم في مدلهمات الأمور ولم يتخذوا لذلك وكيلا، ضاعت أمانيهم وأصبح صحيحُهم عليلا ، لأن الحمل ثقيل على العبد إلا إذا خف باللطف ، لطف الرحمن وكيلاً ،فيعطي من فيضه عطاءً جميلا.

فلا تكثر التدبير ،وانفض يدك فلست بخبير ،وقل يارب قدر لي الخيرَ حيث أسير،فأنت بذلك أمير،

أميرٌ على نفسك فقد ملكت زمامَها ربَّك فاستقام على كل خير أمرُك
والآن افتح أذن القلب وتلقى نصيحتي بالحب لتنعم من الرحمن بالقرب واجعل الروحَ تصغي

لا تكثرالتدبير فأولوا التدبير هلكى سلم الأمرَ تجدنا أولى بك منك

من كتاب من عظمة القرآن بين البلاغة والبيان ج٢

اترك تعليقاً