الإمام زين العابدين جد الأشراف (٤)
31 ديسمبر، 2024
قبس من أنوار النبوة

بقلم : الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور رمضان البيه
المقال الرابع من سلسلة : ( الإمام زين العابدين جد الأشراف )
توقفنا في المقال السابق عند تعريف المفهوم الصحيح للعبادة وكيف كان حال الإمام علي زين العابدين في عبادته لربه تعالى ومولاه .
وفي هذا المقال نتحدث عن عبادة من أعظم العبادات وأجلها وهي عبادة الدعاء والمناجاة ، ولقد أمرنا الحق عز وجل بدعاءه حيث يقول سبحانه ” وقال ربكم إدعوني أستجب لكم ” ، ويقول سبحانه ” إدعوا ربكم تضرعا وخفية ” ، ويقول تبارك في علاه ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ” .
هذا وقد جاء في هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ” الدعاء مخ العبادة ، والدعاء هو العبادة ، والدعاء يرد القضاء وهو سلاح المؤمن ، والدعاء مفتاح الرحمة ، والوضوء مفتاح الصلاة ” .
هذا ويتجلى في الدعاء الإقرار بربوبية الله تعالى وضعف العبد وعوزه وإفتقاره له عز وجل والإقرار بقدرته تعالى على الإجابة والإشارة إلى أنه سبحانه هو السميع القريب المجيب الكريم الجواد .
والدعاء ملاذ الخائفين وإقبال الراجين وفيه التضرع إلى الله تعالى والإنابة وحسن الظن بالله وبكرمه وجوده وإحسانه .
ولإمامنا الجليل من الأدعية والنجوى ما يميزه عن أهل الدعاء والنجوى من الأولياء والعارفين بالله تعالى .
ومن خلال ما سوف نعرضه من دعاءه ونجواه سوف نشاهد مدى إرتقاءه الروحي وسمو أحاسيسه ومشاعره ومدى إفتقاره وعوزه لربه تعالى ومولاه .
وسوف نرى هذا المزج الرائع بين الذكر والتسبيح والإلحاح في المسألة والإجمال في الطلب ، وندرك حال الإمام والذي كان غالب عليه الذل والإنكسار والعجز والإفتقار لله تعالى الواحد الأحد القهار .وإليك عزيزي القارئ بعض من أدعية ومناجاة إمامنا زين العابدين ..
يقول عليه السلام “ اللهم لك قلبي ولساني وبك نجاتي وأماني ، وأنت العالم بسري وإعلاني ، فأصرف قلبي عن البغضاء ، وأصرف لساني عن عن الفحشاء . وأخلص سريرتي وعلانيتي عن علائق الأهواء ، وأكفني بأمانك عواقب الضراء ، وأجعل سري معقودا على مراقبتك وإعلاني موافقا لطاعتك ، وهب لي جسما روحانيا وقلبا سماويا ، وهمة متصلة بك ويقينا صادقا في حبك ” .
ويقول أيضا عليه السلام ” اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائع العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ، اللهم أسألك . وأحسنت سبحانك إلي،فإذا عدت فعد علي “
ويقول أيضا بلسان العجز والإفتقار ” اللهم ارحم من إكتنفته سيئاته . وأحاطت به خطاياه . وحفت به جناياته بعفوك إرحم من ليس له عمل شافع ولا يمنعه من عذابك مانع ” .
عزيزي القارئ نستكمل بمشيئة الله تعالى أدعية ومناجاة الإمام زين العابدين في المقالات التالية ..