كل إناء بما فيه ينضح

إعداد فضيلة الشيخ : صلاح رمضان ( إمام وخطيب بوزارة الأوقاف )

 

(كل إناء بما فيه ينضح)

قصة المثل:

يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك ثلاثة أشخاص مسافرين يسيرون معًا في الصباح الباكر.

وأثناء سيرهم، لاحظوا من بعيد رجلًا يقوم بحفر حفرة بجانب الطريق.

فقال الأول: “انظروا إلى هذا الرجل، إنه يحفر حفرة في هذا الوقت المبكر ، لا بد أنه قتل شخصًا وأراد أن يدفنه فيها حتى لا يكتشف أحد جريمته.”

أما الثاني فقال: “لا أتفق معك، هذا الرجل ليس قاتلًا، بل هو شخص بخيل يخاف على ماله، فجاء ليخفيه في هذه الحفرة.”

بينما قال الثالث: “كلاكما مخطئ، بل هو شخص طيب وكريم ، أراد أن يحفر بئرًا للمياه ليشرب منه الناس المارون في الطريق.”

في تلك اللحظة، مر بهم شيخ كبير في السن كان يرعى غنمه، وسمع حديثهم، فقال لهم: “كل إناء بما فيه ينضح.”

ثم مضى في طريقه.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت كلمات الشيخ مثلًا عربيًا بليغًا يتداوله الناس.

العبرة من القصة:

إن كل إنسان يرى الآخرين بعين طبعه.

فالسيئ يفسر الأفعال بطريقة سيئة

بينما الطيب يرى الأفعال من منظور حسن

كذلك، كل إنسان يعبر عن داخله بما يملأ قلبه وعقله، تمامًا كما يفيض الإناء بما يحتويه.

معنى المثل:

1. الظاهر يعكس الباطن :
كل إنسان يُظهر ما في داخله من خير أو شر مهما حاول إخفاءه.

2. التوقعات تعكس الشخصية :
كل إنسان يفسر أفعال الآخرين بناءً على طبعه وأخلاقه.

تفسير رمزي:

إذا كان الإناء مملوءًا بالعسل، فسوف يفيض عسلًا.

وإذا كان مملوءًا بالماء، فسوف يفيض ماءً.

وإذا كان مملوءًا بالقطران، فسوف يفيض قطرانًا.

وإذا كان مملوءًا بالخمر، فسوف يفيض خمرًا.

وكذلك البشر:
قد تتشابه أجسادهم، لكن أرواحهم وعقولهم تختلف،
فكل إنسان يعكس ما يملأ نفسه من أفكار وأخلاق وصفات.

اترك تعليقاً