بين هجوم الوهابية وأصالة التصوف: مؤامرة صهيونية لضرب هوية الإسلام الحقيقية

بقلم الدكتور/ مختار البغدادى
المعيد بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر

في زمننا هذا، اتجه العديد من الشباب إلى علماء السعودية، باعتبارها مهبط الوحي والمكان الذي ولد فيه الرسول الأكرم.

وقد ظن الكثيرون أن علماء السعودية قد مسهم شيء من الوحي، وأنهم منزهون عن الخطيئة.

فلا يمكن للعقل البشري أن يصدق أن هناك شيخًا في السعودية يمكن أن يزني أو يشرب الخمر أو يطارد الغلمان.

لذلك، كان من التخطيط الصهيوني الإنجليزي المدروس تصدير الدين للمسلمين بما يخدم مصالحهم.

فما كان منهم إلا أن نشروا الفكر الوهابي الذي يتعارض مع كل المسلمين، وكماله بالمحادثات والروايات بما يتناسب مع فهمهم وتصديره إلى المسلمين، بما في ذلك ضرب الزوايا الصوفية التي كانت لها الدور الأساسي في محاربة الاستعمار.

ولكم في التاريخ أكبر برهان، فصلاح الدين الأيوبي كان صوفيًا أشعريًا، وقطز والعز بن عبد السلام الذين قهروا التتار كانوا على صوفية أشعرية. والشيخ عبد القادر الجزائري وتلاميذه من الصوفية، والشيخ عمر المختار ومريدوه من أهل التصوف، وكذا الحال في كل بلاد المسلمين.

فكانت الخطة هي نشر التوحيد الجديد بضرب التوحيد القديم الحقيقي، مع تغيير الآيات التي تتكلم على الكفار ونسبتها إلى المسلمين.

ولا ننسى أن الرسول قد حذر منهم، ولكن الأمة غافلة وتتبع كل ناعق. فقد قال الرسول الكريم في الحديث الصحيح: “يخرج من نجد قرن الشيطان”، ويخرج فعل مضارع مستمر، وقال: “سيكون دعاة على أبواب جهنم، من تبعهم قذفوه فيها”.

ومن هنا كان التخطيط بدليل أن محمد بن سلمان قد أقر في لقاء على المباشر بأن المذهب الوهابي أمرتهم باعتناقه الاستخبارات الأمريكية. وكانت الزوايا الصوفية هي من نشرت تحفيظ القرآن ونشر السلوك الصوفي الذي يعتبر تربية النفس وتهذيبها ومراقبتها حتى تصبح النفس ملكية الطباع.

وكانت هذه هي مهمة شيخ الطريقة، وبها يصبح العبد ربانيًا يسمع بالله ويتكلم بالله، كما جاء في الحديث: “لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده التي يبطش بها”.

ويصبح العبد ربانيًا يقول للشيء كن فيكون. وهذه حقيقة، فالمسلم إذا أطاع الله واتبع شيخ طريقة صادق يصل إلى هذه المقامات بما يسر الله له. فكانت الخطة هي ضرب هذا الفكر وقطع العلاقة بين المسلم وربه. لذلك لا تسمع بالكرامات إلا عند أهل التصوف الكرام.

وهذه هي الخديعة الكبرى التي عمل من أجلها الغرب، ونعتوا من يزور القبر بأنه يعبده ، فكانت فتنة بين المسلمين، ومعلوم أن رمي المسلم بالكفر يعد مصيبة.

وقد ساعدهم في هذا الأمر بعض ادعياء التصوف الذين يقيمون الحضرات بدون شروطها الشرعية، ويعملون في الحضرات قفز وضرب بما لا يليق، وهذه صورة خاطئة.

وبعض الزيارات التي تخالف الشرع الشريف.

فإذا تكلم أحد مشايخ آل سعود صدقوه دون دراسة للتصوف الحقيقي والبحث عن المرشد الحق في الوصول للزهد وتحويل هذه الروح من أسفل سافلين إلى أعلى عليين بما يسر الله.

على مر التاريخ الإسلامي، لم نسمع بأحد من العلماء قد اعترض أو تكلم على هذه القبور والأضرحة. لماذا؟
وهم من قال عنهم الرسول الكريم: “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”.

وقد دأب شيوخ السعودية بتنويه من الغرب على الطعن في كل عام على مولد الرسول الكريم، الذي هو رمز للأمة وأعظم احتفال يحبه المسلمون ويجمعهم. بأن يحول هذا العمل الطيب وهو تذكير المسلمين بنبيهم من لحظة ولادته إلى انتقاله صلى الله عليه وسلم، ويسرد المشايخ قصة النبي وهجرته ومعاناته في سبيل الدعوة إلى الحق والخير.

فكانت الخطة هي فصل المسلمين عن نبيهم بعدم الاحتفال بمولده. وتجدهم عند قدوم مولده الحملات بالتحريف والتبديع، وهذا لا يجوز. وهل احتفل؟ فيظن الذي يسمعهم أنه وقع في ذنب كبير. وجيل بعد جيل ينسى وتنتهي حقيقة وجود رسول كريم ما زال مقامه شاهدًا.

ثم تأتي الخطوة الأخيرة وهي إزالة المقام ومسحه بحجة التوحيد، أن هذا شرك ويخشى عبادته. مع أننا من ألف وأربعمائة سنة لم نسمع بأحد عبد قبر.

وقد سار وراء هذا الدرب معظم الشباب لجهلهم بأهمية طلب العلم من مكان آخر، والبحث الحقيقي عن الحقيقة الغائبة والتي حذرنا منها الرسول الكريم: “يخرج من نجد قرن الشيطان”، ويخرج فعل مضارع مستمر، وقال: “سيكون دعاة على أبواب جهنم، من تبعهم قذفوه فيها”. ومن شاء الاستيضاح في شيء زدناه من فضل الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *