أمنية صوفي أتعبه التصوف

بقلم / أبو عبد الله محمد العقيلي ( باحث صوفي)

أظن أن الحاجة قد أصبحت ملحة قبل أي وقت مضي لإنشاء كلية أو معهد بحوث لعلوم التصوف ، يكون تحت إشراف و إدارة مشيخة الأزهر الشريف .

الازهر حتي نضمن نزاهتها و شموليتها في المحتوي الذي تقدمه دون افراط أو تفريط او شطح يخالف ثوابت العقيدة ( محتوى آمن )، وحيادها في الأداء و عدم توظيفها لأغراض دنيوية كالشهرة أو جمع المال ، كما سبق و أن حاولت لذلك جهات غفر الله للقائمين عليها و فشلت فشلا ذريعا لسوء القصد و دُنُوُّ الغاية …
.
فكثير من المرافق و المؤسسات التى تقدم نوعا متميزا و فريدا من الخدمة المجتمعة ، تحرص دائما على رفع كفاءة أعضاءها و دعم قدراتهم ، فتراها تنشيء من أجل ذلك معاهدا و مراكزا تقوم باستمرار بتقديم كل ما هو من شأنه تحقيق هذه الغاية التى مآلها الحفاظ على هذا التميز ، و كل ذلك نظرا لحساسية دورها الحيوي في الحفاظ على المجتمع بكل مكوناته ،
كل هذا فضلا عن عدم تواني هذه المرافق و المؤسسات عن ثمة تباطؤ أو فساد ينتاب أي من أعضاءها ،

ولأن الدور الذي تلعبه ساحات التصوف أكثر حساسية و خطورة مما سواها ، فهي أولى بكل هذه الأنظمة الداعمة لأداء دورها في تزكية النفوس و تقويمها على أكمل وجه .
.
كما أظن أنه و من باب أولي ( فقه الأولويات ) عقد اختبار في التربية و تزكية النفس و …. لمن يريد أن يتولي ريادة طريق صوفي ، سواء بالتأسيس أو بالخلافة …
كنتيجة مترتبة حتمية علي الغاء المواد الخاصة بمسألة التوريث في المشيخة في القانون ١٨ /١٩٧٨
…. حيث اذا كان الامر كذلك ( الاختبار ) لمن يتقدم لوظيفة ليقدم خدمة دنيوية ضمن هيكل وظيفي متعدد … فكيف بمن يُستأمن بمفرده علي الناس و أخلاقهم التي هي أصل إيمانهم و عقيدتهم …
.
أئمة وزارة الاوقاف و وعاظ الازهر الشريف الذين لا يصدرون علمهم إلا لسويعات معدودة طوال الشهر و لربما طوال العام يتم اختبارهم علي أعلي المستويات وهم خريجو الكليات الشرعية …
فكيف لا نبالي بمن يعكف بساحته واعظا و معلما و مربيا و مرشدا طوال الوقت ، ولربما لم يقمه مقام المشيخة إلا الصدفة كون والده شيخا …
الأمر جلل والله يشهد …

و ما أريد أن يأثم مسلم بسوء ظنه فيَّ بسوء فهم كلماتي ، أو تأويلها علي غير ما حملت أو …. الخ
.
كامل الاحترام و التقدير لأبناء الأشياخ الذين هم علي الجادة فورثوا الجِّد قبل المجد ، الحكمة قبل العمة ، فكانوا كسليمان من داوود علي نبينا و عليهما السلام …
.
إذ يجب على الجميع أن يع جيدا أن الانتساب لأهل البيت علي جدهم و عليهم السلام أمر يختلف تماما عن مقام التربية و الإرشاد ، فمقام الشيخ المربي المرشد لا يحتاج لهذا النسب بقدر ما يحتاج للعلم و المعرفة و الخبرة و الإذن ، فهؤلاء الأربع هم الشروط أو الصفات التي وضعها علماءنا و استلزموا توافرها في من يتصدر التوجيه و الإرشاد و التربية .

فاللهم حقق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *