“هل دخول الجنة بالفضل ولا بالعمل؟ ولو كان بالفضل، إيه معنى قوله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)؟”
27 نوفمبر، 2024
قضايا شرعية
بقلم الدكتور/ مختار البغدادى
المعيد بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر
“هل دخول الجنة بالفضل ولا بالعمل؟ ولو كان بالفضل، إيه معنى قوله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)؟”
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في الحديث الشريف الصحيح اللي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لن يدخل أحدكم عمله الجنة”.
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: “لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة”.
وفي رواية للإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله”.
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: “ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل” ووضع يده على رأسه.
ولا تعارض بين الحديث ده وبين قول الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون). الباء هنا سبب، مش باء مقابلة، زي ما الواحد يقول: اشتريت ده بده.
فأي عمل يعمله الإنسان هو من فضل الله، مش من جده واجتهاده، بل من توفيق الله وفضله، قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله). وقال تعالى: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلًا من الله ونعمةً والله عليم حكيم).
فكل الطاعات من فضله تبارك وتعالى، وما دامت من فضله، مش هيكون الأعمال الصالحة مقابل لدخول الجنة.
وأما قوله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون). فالباء سببية، يعني بسبب العمل ده، يدخلكم ربنا عز وجل جنته بفضله.
وبناء على كده:
الباء في الآية الكريمة سببية، والباء في الحديث الشريف باء مقابلة، فليس العمل عوض كافي لدخول الجنة، بل دخولها بالفضل والرحمة.
فلابد من العمل لنيل الفضل، قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا). وبعد العمل، يرجو العبد الفضل من الله تعالى.