التصوف والأخلاق للدكتور محمد سالم الشافعى

بقلم / د. محمد سالم الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر 

التصوف بأبسط الكلمات : هو الصفاء أو بمعنى أدق صفاء الروح والسريرة ونقاء الفطرة وتفعيل خلق الإحسان والمراقبة في السر والعلن!

والمتصوف يجعل من لسانه زاجرا وذاكرا ويجعل في قلبه دوما ردار يرصد تصرفاته وأقواله وأفعاله

فلا يتكلم إلا بعدما يعرض الكلمة على فلاتر أولها الكتاب والسنة وثانيها العقل والحكمة ثم يسأل نفسه

هل تلك الكلمة ترضي الله أم تغضبه؟

وهل هي من فضول الكلام

فإن كانت من رضا الله بادر إليها وأسرع فيها وعجل بها

وإن كانت من غضب الله كسب أو لعن أو شتم أو قطيعة رحم كان أبعد ما يكون عنها

وإن كانت من المباح لا ينطق بها خوفا من أن تجره إلى المحظور

ولأن المرء مخبوء تحت لسانه فهو يفضل العزلة والخلوة وله مع الله أحوال ومقامات

ودوما يجعل كلامه وقيامه وركوعه وسجوده وشكواه لمولاه

يناجيه بكلامه ويتملقه بإنعامه

حاله بين الآه والشكوى والألم والنجوى والأنين والبكاء

لسان حاله

ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

عن الواسطى رحمه الله قال: بينما أنا أسير في البادية إذا بأعرابي جالس منفرد، ‏فدنوت منه وسلمت عليه، فرد علي السلام. فأردت أن أكلمه فقال: اشتغل بذكر اللَّه، ‏فإن ذكره شفاء القلوب. ثم قال: كيف يفتر ابن آدم من ذكره وخدمته والموت في أثره ‏واللَّه ناظر إليه. ثم بكي وبكيت معه. فقلت له: ما لي أراك وحيدًا؟

قال: ما أنا بوحيد، واللَّه معي، وما أنا بفريد وهو أنيس. ‏

ثم قام ومضى عني مسرعًا، وقال: سيدي أكثر خلقك مشغول عنك بغيرك، وأنت ‏عوض عن جميع ما فات.‏

يا صاحب كل غريب ويا مؤنس كل وحيد، ويا مؤوى كل طريد.‏

وجعل يمشي وأنا أتبعه، ثم أقبل إلي وقال: ارجع عافاك اللَّه إلى من هو خير ‏لك مني، ولا تشغلني عمن هو خير لي منك، ثم غاب عن بصري

وللحديث عن التصوف وأثره في الأخلاق بقيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *