لماذا تُستهدف الصوفية؟ تحليل عميق للهجمات والتشكيكات
10 نوفمبر، 2024
التصوف الإسلامى
بقلم الشيخ مصطفى زايد
الباحث فى الشأن الصوفى
الصوفية، كتيار روحي وفكري في الإسلام، تعرضت على مر العصور لهجمات وانتقادات من مختلف الأطراف، سواء من الجماعات المتطرفة دينياً أو حتى من بعض التيارات المعتدلة، وكذلك من الشيعة. هذه الهجمات تتنوع بين التشويه والتسفيه والتشكيك في أقطابها وأوليائها ومشايخها ومريديها. فما هي الأسباب وراء هذه الهجمات الشرسة؟
١ _ الاختلاف العقائدي والفكري
الصوفية تعتمد على نهج روحي يتضمن الزهد والتقشف والتأمل العميق في معاني الدين، وهو ما يختلف عن النهج التقليدي لبعض التيارات الإسلامية الأخرى. هذا الاختلاف في النهج والعقيدة يؤدي إلى تصادم فكري وعقائدي، حيث ترى بعض الجماعات أن الصوفية تبتعد عن جوهر الدين الإسلامي.
٢ _ الاتهامات بالبدع والانحراف
تتهم بعض الجماعات الصوفية بأنها تتبنى أفكاراً ومعتقدات منحرفة عن الإسلام الصحيح، مثل التوسل بالأولياء والاحتفال بالمناسبات الدينية بطرق غير تقليدية. هذه الاتهامات بالبدع والانحراف تعتبر من أبرز الأسباب التي تدفع الجماعات المتطرفة إلى مهاجمة الصوفية.
٣ _ التأثير الاجتماعي والسياسي
للصوفية تأثير كبير في المجتمعات الإسلامية، حيث تمتلك قاعدة شعبية واسعة وتتمتع بنفوذ اجتماعي وسياسي في بعض الأحيان. هذا النفوذ يجعلها هدفاً للهجمات من قبل الجماعات التي تسعى للسيطرة على المجتمع وتوجيهه وفقاً لأيديولوجياتها الخاصة.
٤ _. الصراع على السلطة الدينية
تعتبر الصوفية منافساً قوياً للتيارات الدينية الأخرى، سواء كانت متطرفة أو معتدلة. هذا الصراع على السلطة الدينية يؤدي إلى محاولات لتشويه صورة الصوفية وتقليل تأثيرها في المجتمع.
٥ _ الجهل وسوء الفهم
الكثير من الهجمات على الصوفية تأتي نتيجة الجهل وسوء الفهم لمبادئها وأفكارها. عدم الفهم الصحيح للصوفية يؤدي إلى انتشار الشائعات والمفاهيم الخاطئة عنها، مما يسهل على الجماعات المتطرفة استغلال هذه المفاهيم لتشويه صورة الصوفية.
٦ _ التأثير الخارجي
بعض الهجمات على الصوفية تأتي نتيجة تأثيرات خارجية، حيث تسعى بعض القوى الخارجية إلى زعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية من خلال تأجيج الصراعات الداخلية بين التيارات الدينية المختلفة.
في النهاية، يمكن القول إن الهجمات على الصوفية تأتي نتيجة مزيج من العوامل العقائدية والفكرية والاجتماعية والسياسية. ورغم هذه الهجمات، تظل الصوفية جزءاً لا يتجزأ من التراث الإسلامي، وتستمر في جذب الأتباع والمريدين الذين يجدون في نهجها الروحي ملاذاً للسلام الداخلي والتقرب إلى الله.